فوراثة إبليس هي وراثة ذلك الاستعلاء والكبر الذي ينشأ عنه إلغاء الآخر
وتحقيره والتهوين من شأنه.
وقد كان للشيطان في كل ملة من الملل، أو أمة من الأمم ورثة ورثوه في هذا
الجانب.. وكان أولئك الورثة هم مشعلو الحروب ومثيروا الفتن..
ولا تختلف هذه الأمم عن تلك الأمم جميعا.. فللشيطان حظه منها.. وله ورثته
فيها.. وأول ورثته هم أولئك الذين زعموا لأنفسهم احتكار الدين.. بل احتكار الكتاب
والسنة.. بل احتكار الله ورسوله.. وراحوا بكل ما لديهم من أدوات الحقد والكراهية
التي ورثوها من إبليس يجلسون على عروشهم الشيطانية يصنفون الناس بحسب أهوائهم
وأمزجتهم.. فيكفرون ويبدعون ويضللون.. ثم يفتون الفتاوى الخطيرة التي ملأت أنهار
المسلمين دماء.. وحولت حياتهم إلى دمار وخراب.
وبعبارة صريحة لا لبس فيها ولا غش، فإن [السلفية] هي هذه الطائفة التي
اختارت لنفسها أن ترث كبرياء إبليس وعتوه طغيانه واحتقاره لغيره..
لأن إبليس وإن قال كلمته الخطيرة: أنا خير منه.. مرة واحدة.. فإن هؤلاء
السلفية يرددونها كل يوم وفي كل حين ومع كل الناس.. بل إنهم لا يتعاملون مع العالم
إلا من آفاق هذه الخيرية التي يزعمونها لأنفسهم.. فلذا تراهم يعاقبون مخالفيهم
بالهجر والاحتقار والتكفير والتقتيل..
انطلاقا من هذا تحاول هذه القصص أن تصور مشاهد لهذا الاستعلاء والتكبر،
لتوضح بعض الحقائق التي لم تطق كتبنا الأخرى من هذه السلسلة توضيحها..
فهذا الكتاب هو عبارة عن مشاهد درامية مؤلمة تصور ما ذكرناه في كتابنا [كلكم
كفرة] وغيره من الكتب التي ملأناها بالأدلة العلمية الكثيرة على هذا التجبر
والطغيان