وقد راح هذان الأحمقان يخبران العالم أجمع بأن أهل السنة يقولون بتحريف
القرآن.. ويأتون بالشهادات على ذلك.. والتي لا يقبلها عدول أهل السنة وعلماءهم
الكبار، لأن المصحف الذي يتداوله أهل السنة هو نفسه المصحف الذي يتدوله الشيعة.
أردت أن أقول هذا، لكنه قال لي: لا بأس.. أنا أحترم وجهة نظرك.. ولكنها تبقى
وجهة نظر شخصية لا تمثل المسلمين.. ولا ترقى لأن تمثل الإسلام..
صحت بقوة: كيف تكون وجهة نظر شخصية.. وهي تمثل أكثر المسلمين؟
ضحك، وقال: إذن ما دام الأمر كذلك.. فلنجر تصويتا، لتعرف هل أنت تمثل وجهة
نظرك الشخصية.. أم أنك تمثل المسلمين والإسلام؟
قلت بكل ثقة: أنا أقبل ما تطرحه علي.
قال: فلنبدأ بهذه القاعة.
كنت على ثقة تامة من أن القاعة ستصوت لصالحي، فقلت: أنا أقبل بما طرحته.
سألني: هل جمهور هذه القاعة من أهل السنة.. أم من الشيعة؟
صاح المدير من بعيد: نحن من أهل السنة والجماعة.. نعوذ بالله أن نكون من
الرافضة الخبثاء.
هنا نظر إلي رجل الدين المسيحي، والابتسامة الصفراء بادية على وجهه، وهو
يقول: فلنبدأ التصويت..
التفت للجمهور، وقال: من كان منكم يصوت على أن الشيعة أو الرافضة يقولون
بتحريف القرآن، فليرفع يده.
لقد كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي.. فقد ارتفعت كل الأيدي.. ولم يسعفني بصري
لأرى الأيدي التي لم ترفع.