قال آخر: صدقت.. ولذلك كفر مجدد الإسلام الأكبر، شيخنا محمد بن عبد الوهاب
كل أهل زمانه لتصوفهم وضلالهم وعودتهم إلى الجاهلية.. وقد قال مؤرخنا الكبير ابن
غنام يذكر كيف كان الحال في عهده: (كان غالب الناس في زمانه – أي الشيخ محمد بن
عبدالوهاب – متضمخين بالأرجاس متلطخين بوضر الأنجاس حتى قد انهمكوا في الشرك بعد
حلول السنة بالأرماس... فعدلوا إلى عبادة الأولياء والصالحين، وخلعوا ربقة التوحيد
والدين، فجدوا في الاستغاثة بهم في النوازل والحوادث والخطوب المعضلة الكوارث،
وأقبلوا عليهم في طلب الحاجات وتفريج الشدائد والكربات من الأحياء منهم والأموات،
وكثير يعتقد النفع والضر في الجمادات)( )، ثم ذكر صور الشرك في نجد والحجاز
والعراق والشام ومصر وغيرها.
قال آخر: وقال أميرنا العادل سعود بن عبدالعزيز في رسالة له إلى والي العراق
العثماني واصفاً حال دولتهم: (فشعائر الكفر بالله والشرك هي الظاهرة عندكم مثل
بناء القباب على القبور وإيقاد السرج عليها وتعليق الستور عليها وزيارتها بما لم
يشرعه الله ورسوله واتخاذها عيداً وسؤال أصحابها قضاء الحاجات وتفريج الكربات
وإغاثة اللهفات، هذا مع تضييع فرائض الدين التي أمر الله بإقامتها من الصلوات
الخمس وغيرها فمن أراد الصلاة صلى حده ومن تركها لم ينكر عليه وكذلك الزكاة وهذا
أمر قد شاع وذاع وملأ الأسماع في كثير من بلاد: الشام والعراق ومصر وغير ذلك من
البلدان)( )
قال آخر: بل إن شيخنا عبدالله بن عبداللطيف سئل عمن لم يكفر الدولة
العثمانية مع تأييدها للصوفية، فأجاب: (من لم يعرف كفر الدولة ولم يفرق بينهم وبين
البغاة من المسلمين لم يعرف معنى لا إله إلا الله، فإن اعتقد مع ذلك أن الدولة
مسلمون فهو أشد