responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ورثة إبليس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 22

يفهم بالروح والذوق والتجربة والمعاناة.. ولذلك يرى أن المنهج الصحيح للوصول إلى حقائق الدين هو الترقي في مقامات السلوك والمعرفة.. ولذلك ألف الكتب الكثيرة التي ذكر فيها تجربته الروحية، ونصح بانتهاجها، بل إنه ـ في عصرنا ـ يشبه أولئك القديسين والأولياء من الصالحين الذين امتلأوا بحب الله وحب أوليائه.

قال آخر: دعك من كل هذا.. وأخبرنا عن هذه الشخصية التي تريد أن تفرضها علينا، فإنا نشم من حديثك روائح بدعة منتنة.. أصابتنا بالغثاء.

تعجب المندوب من هذه الوقاحة، لكنه لم يجد إلا أن يخضع لها، فذكر لهم اسم الشخصية، فوقف الجميع، وصاحوا بصوت واحد: كافر.. كافر.. زنديق.. ضال.. محترق.. حلولي.. قبوري.. ملحد.

لم يجد المندوب ما يجيبهم به، سوى أن طلب منهم الهدوء، وأن يتحدثوا واحدا واحدا ليفهم عنهم.

فقام أحدهم، وكان أكبرهم سنا، وقال: أرى أنك أيها المندوب لا تختلف عن الذباب، فأنت لا تقع إلا على النجاسات والقاذورات.. والشخص الذي ذكرته لنا أبشع هذه النجسات، وأقذر هذه القمامات.. فهو صوفي جلد..

قال المندوب: أنا أعلم أنه صوفي.. ولذلك رغبتكم فيه.. فالصوفية اختاروا منهج الروح والذوق، لا منهج العقل الذي رأيتكم ترفضونه..

قال الرجل: ونحن ننكر هذا أيضا، بل هذا أبشع من أولئك، وأشد كفرا منهم.. فالدين لا يعرف لا بالعقل ولا بالروح.. بل يعرف فقط بالنقل..

قال المندوب: نسيت أن أخبركم أن للرجل تفسيرا للقرآن.. وشروحا للحديث.. وهو بذلك يعرف النقل، ولا ينكره.

قال الرجل: وهذا من أكبر ضلالاته.. فالقرآن لا يفسره.. والحديث لا يشرحه إلا

اسم الکتاب : ورثة إبليس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست