يتجاوز 150 شهيدا.. وعدد ما أسر المسلمين من الكفار 25 ألفاً.. والباقى 175
ألفاً ما بين قتيل وجريح!!
***
بقي المحاضر يعدد بطولات سليمان القانوني في أوروبا، وكان بين الحين والآخر
يذكر الأرقام الكثيرة للضحايا الأوروبيين الذين سقطوا على يديه.. وكان كل من حوله
يكبر فرحا ونشوة وسعادة.
فجأة التفت إلى صاحبي، فوجدته يبكي.. فسألته، فقال: إن هذا الذي تراه ومن
حوله هم الخرسانة المسلحة التي تحول بيني وبين أن أنطق بما ظللت طول عمري أحلم أن
أنطق به.. إن هؤلاء هم الحجاب الأعظم الذي يحول بيننا ـ معشر الأوروبيين ـ
والإسلام.
قلت: ولكني رأيت كما رأيت معي أن هناك من تقدم واعتنق الإسلام بين يدي هذا
الداعية.
فقال: للأسف.. أنا أعرفهم جيدا.. ويوشك أن تسمع عنهم ما يجعلك تتمنى لو أنهم
بقوا على ما كانوا عليه.
قال ذلك، ثم طلب مني الانصراف..
لم أفهم في ذلك الحين ما قصده.. لكني بعد سنوات.. حصل لي من الندم ما توقعه
مني.. فقد علمت أن أولئك الذين اعتنقوا الإسلام في ذلك اليوم قاموا ببعض العمليات
الإرهابية في بعض مساجد المسلمين بتوجيه من جماعة من الجماعات المسلحة الكثيرة..
ولست أدري هل كان ذلك ثأرا لما فعله سليمان القانوني ببلادهم؟.. أم أنه كان إحياء
للأمجاد المزعومة الملطخة بالدماء؟