قلت: يمكن لسائر الناس أن يصاب بهذا المرض ما عداك.. فأنت تعرف القرآن.. بل
تعشقه.. ويستحيل على من عرف القرآن أن يصاب بالإسلامفوبيا.
قال: لست أدري ما أقول لك.. ولكني لا أرى القرآن كتابا للمسلمين الذين
أراهم.. هم أبعد الناس عن القرآن.. اسمع جيدا كيف يصف القرآن المسلم عند ذكره
لعباد الرحمن.. إنهم يمشون على الأرض هونا.. إنهم يخاطبون الجميع بالسلام.. إنهم..
قاطعته: وهكذا المسلمون؟
قال: لست أدري ما أقول لك..
ما وصلنا من حديثنا إلى هذا الموضع حتى مررنا على مركز إسلامي، ورأينا الناس
يقصدونه لسماع محاضرة يلقيها بعض المشايخ الكبار الذين قدموا من البلاد التي
يسمونها بلاد الحرمين..
كانت الوفود تتقاطر على المركز لسماع ذلك الداعية الكبير الذي جاء من الأرض
التي نزلت فيها آخر رسائل السماء.
ألححت على صاحبي أن يدخل معي لنستمع لها.. فلم يجد إلا أن يفعل، وليته ما
فعل.
جلسنا في الصف الأخير.. ورحنا نتابع ما يحدث:
تقدم بعضهم، وأظنه رئيس المركز، وقال: لقد تشرف مركزنا اليوم بزيارة
الداعية الكبير الذي ولد في بلاد الحرمين، ونهل من مناهلها العذبة الصافية التي لم
تتكدر بما تكدرت به سائر المناهل.. محاضرنا الكبير لم يتخرج على يديه الدعاة فقط..
بل تخرج الكثير من المجاهدين في سبيل الله الذين رفعوا راية الإسلام خفاقة في جميع
أنحاء الأرض.. لن أطيل عليكم سيتقدم بالحديث.. وقبل ذلك نفتتح بدعوة بعض من هداهم
الله من أهل هذه البلاد إلى الإسلام لينطقوا بالشهادة بين يديه..
بعد انتهاء تقديمه تقدمت بعض الوجوه الشابة ذوي الملامح الأوروبية، وصافحوه
واحدا واحدا، وهو يلقنهم الشهادة.. وبمجرد أن ينطقوا بها يسألهم عن أسمائهم ثم
يغيرها