اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 61
وتمرد ونسب
ذلك إلى الإمام أحمد): (قال بعض العلماء من الحنابلة في الجامع الأموي في ملأ من
الناس: لو اطلع الحصني على ما اطلعنا عليه من كلامه (أي كلام ابن تيمية) لأخرجه من
قبره وأحرقه).. وأكد هؤلاء أن أتعرض لبعض ما وقفت عليه وما أفتى به مخالفاً لجميع
المذاهب، وما خطئ فيه وما انتقد عليه، وأذكر بعض ما اتفق له من المجالس والمناظرات،
وما جاءت به المراسيم العاليات.. وأتعرض لبعض ما سلكه من المكائد التي ظن بسببها
أنه يخلص من ضرب السياط والحبوس وغير ذلك من الإهانات)[1]
وقال في
كتابه هذا: (إن ابن تيمية الذي كان يوصف بأنه بحر من العلم، لا يستغرب فيه ما قاله
بعض الأئمة عنه من أنه زنديق مطلق، وسبب قوله ذلك أنه تتبع كلامه فلم يقف له على
اعتقاد حتى أنه في مواضع عديدة يكفر فرقة ويضللها وفي آخر يعتقد ما قالته أو بعضه،
مع أن كتبه مشحونة بالتشبيه والتجسيم، والإشارة إلى الازدراء بالنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم)[2]
ورأيت من
بينها قاضي القضاة الشيخ نجم الدين عمر بن حجي بن أحمد السعدي الشافعي، فسألت
الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه سئل عن عن ابن تيمية، فأجاب بقوله: (هذا الرجل
المسئول عنه في الاستفتاء كان عالماً متعبداً، ولكنه ضلّ في مسائل عديدة عن الطريق
المستقيم والمنهج القويم، لا جرم سجن بسجن الشرع الشريف بعد الترسيم وأفضى به
إعجابه بنفسه إلى الجنوح إلى التجسيم الذي ابتدعته اليهود الذين أشركوا
بالواحد الأحد المعبود، وتغالى فيه أصحابه وأتباعه حتى قدموه على جميع
الأئمة وعلى علماء الأمة، وهجر مذهب الإمام أحمد الذي أتباعه بالإجماع أولى
وأحمد، ورد عليه العلماء المحققون، وسجنه حكام الشريعة الأقدمون ونودى
بدمشق أن لا ينظر أحدٌ في كلامه وكتبه وهرب كلٌّ من أتباعه ومَن هو على مذهبه
واعتقاده.. والعجب كل العجب من جُهَّال حنابلة هذا