اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 57
بصر العقل)
وقال فيها:
(وأرجو أن تعذرني فقد أهاج حفيظتنا واستثار الكامن منا ما نراه الآن من أولئك
الزعانف الذين يدعون الاجتهاد وقد رددوا صدى مقال إمامهم ابن تيمية، وأكثروا من
ذكر الكتاب والسنة وهو أبعد الناس عنهما وأخلاهم منهما.. ولو عقلوا لعلموا أنهم من
مقلدة ابن تيمية على غير هدى ولا بصيرة، فهم أعظم الناس جهلاً، وأكبرهم دعوى،
يعادون المسلمين، ويكفرون المؤمنين، ولا غروا فقد كفّر أسلافهم من الخوارج عليّ بن
أبي طالب رضي الله عنه، واعترض جدهم الأعلى ذو الخويصرة على النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم..)[1]
وكان من
بينهم الشيخ أحمد خيـري المصري، وقد سألت الكوثري عنه، فذكر لي أنه من تلاميذه،
وأنه ألف كتابا عنه سماه (الإمـام الكوثـري)، قال فيه: (وقد عاش المترجم طول حياته
خصماً لابن تيمية ومذهبه، وسرد آراء الأستاذ يخرج بالترجمة عن القصد، وهي مبسوطة
في كثير من تآليفه وتعاليقه، وعلى الرغم من أن لابن تيمية بعض المشايعين الآن بمصر،
فإنه سيتبين إن عاجلاً وإن آجلاً، ولو يوم تعرض خفايا الصدور أن ابن تيمية كان من
اللاعبين بديـن الله، وأنه في جلّ فتاواه كان يتبع هواه وحسبك فساد رأيه في اعتبار
السفر لزيارة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم سفر معصية لا تقصر
فيه الصلاة)[2]
وكان من
بينهم الشيخ محـمد أبو زهـرة، وقد سألت الكوثري عنه، فذكر لي أنه من كبار علماء
الأزهر الذين أنكروا على ابن تيمية، وأنه وجـه إليه سؤال حول التجسيم، فأجاب
بقوله: (ما يقوله الشيخ اتـّباعٌ لما قيل عن ابن تـيمية، فهو في هذا يقلده فيما
روي عنه في الرسالة الحموية، والحـق أنه تعالى منـزه عن المكان، ومنـزه عن أن يجلس
كما يجلس البشر، وأن العلماء الصادقين من عهد الصحابة يفسرون هذا بتفسير لا يتفق
مع المكان، ولا يمكن
[1]
السلفية المعاصرة إلى أين؟، محمد زكي إبراهيم، ص 88.