اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 48
قال الخميس:
أجل.. هو شرك عندما يكون مع الشيخ عبد القادر الجيلاني.. أو مع الحسين.. أما عندما
يكون مع شيخ الإسلام، فيستحيل أن يكون شركا.
قال الرجل:
كيف ذلك.. الشرك واحد.
قال الخميس:
أنت لا تفهم.. سأضرب لك مثلا بسيطا.. هل تعرف إسماعيل بن أبي أويس المحدث؟
قال الرجل:
أجل.. وكيف لا أعرفه.. لقد وضعه الكثير من المحدثين في جملة الضعفاء.. وكل ما
يرويه ضعيف.
قال الخميس:
إلا البخاري.. فلا يروي عنه إلا الصحيح.
قال الرجل:
كيف ذلك.. أيكذب على كل المحدثين.. ولا يكذب على البخاري.
قال الخميس:
هذا علم لا تستطيع أن تدركه.. هذا لا يدركه إلا ابن حجر وأمثاله من كبار المحدثين،
فقد قال عنه: (وهذا هو الذى بان للنسائى منه حتى تجنب حديثه وأطلق القول فيه بأنه
ليس بثقة، ولعل هذا كان من إسماعيل فى شبيبته ثم انصلح.. وأما الشيخان فلا أظن
بهما أنهما أخرجا عنه إلا الصحيح من حديثه الذى شارك فيه الثقات)[1] قال الرجل: وما علاقة هذا بذاك؟
قال الخميس: كون البركة شركا بالنسبة لجميع الناس لا
تعني أنها شرك بالنسبة لابن تيمية.. فابن تيمية مثال التوحيد.. ويستحيل أن يتبرك
به مشرك أو مبتدع.. لقد ذكر ابن كثير وهو من تلاميذ ابن تيمية في (البداية
والنهاية) كيف تبرك الناس بابن تيمية عند وفاته، فقال: (توفي - أي ابن تيمية-
بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوساً بها، وحضر جمع كثير إلى القلعة، وأذن لهم في
الدخول عليه وجلس جماعة عنده قبل الغسل وقرأوا القرآن وتبركوا برؤيته وتقبيله، ثم
انصرفوا ثم حضر جماعة من النساء ففعلن مثل ذلك ثم انصرفن واقتصروا على من يغسله)[2]