اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 432
نصيبكم،
وجهنم موعدكم..
سأعد إلى ثلاثة..
فمن بقي منكم في القاعة، فسيفجر معها، ومن خرج إلينا، فقد أمن، بشرط واحد، وهو أن
يكتب كتبا تمجد شيخ الإسلام، وترد على خصومه..
قال ذلك، ثم
صاح بعد ثوان معدودة: واحد..
فرأيت جمعا
كثيرا من القاعة من العلماء وغيرهم يسرع خارجها، وهو يرفع صوته ثناء على ابن
تيمية، وعلى خليفته البغدادي.. ولم يبق في القاعة إلا القليل..
ثم صاح
الصوت: اثنان.. فخرج جمع آخر.. وبقيت مترددا بين الخروج والبقاء.. فقد كنت مقتنعا
بكل ما ذكروا، لكني كنت أيضا جبانا وخائفا من أن ينزل بي الموت قبل أن أهيئ نفسي
لما بعده..
لكني ـ بعد
جهد جهيد ـ استطعت أن أسيطر على نفسي، وأن أقنعها بأن هذه فرصة عظيمة للشهادة في
سبيل الله.. وأن الله سيكافئني عليها، وسيعفو عن تقصيري..
وأخبرتها
أنني إن خرجت مع الذين خرجوا فإن حالي لن يختلف عن حال القرني والخطيب والعفيف
والتويجري، وسيصبح قلمي حينها صاروخا يدمر كل حي، ويقضي على كل شيء.
بعد أن خرج
الجمع.. صاح الصوت: ثلاثة.. فرحت وكل من معي ننطق بالشهادتين.. وبعدها سمعت صوت
انفجار عظيم.. لكني ـ للأسف ـ لم أمت ولم أستشهد، بل فتحت عيني، فرأيتني في فراشي،
وفي بيتي.. وكان يجلس بجانبي صاحبي الوهابي التائب، فابتسم، وقال: لقد اخترت
الخيار الصحيح.. وقد أمد الله في عمرك.. لتكتب كل ما رأيت وسمعت لينتفع به كل من
غرقوا في أوحال ابن تيمية، أو سجنوا في سجونه.