اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 422
قال القاضي:
أنت تعلم أني قاض.. ولا يكفيني الكلام المجرد.
قال الخليلي:
ولدي البينات الكثيرة على ذلك.. فقد ألف ابن تيمية رسالة تنتشر في مجتمعاتنا
كالنار في الهشيم، وهي عند تلاميذه من المسلحين وغيرهم أكبر وسيلة لقمع الأقليات
وقهرها وإذلالها.. وهي الرسالة التي بسببها هدم تلاميذ ابن تيمية كنائس المسييحيين
وأحرقوها.
قال القاضي:
هل وصل به الصراع إلى هذا الحد؟
قال الخليلي:
أجل.. سيدي القاضي.. فهو لم يترك أحدا إلا صارعه.. حتى الجن كان يصارعهم ويضربهم
كما حدث بذلك عن نفسه[1]، وحدث عنه أصحابه.
قال القاضي:
فحدثني عن البينات التي تستنبطها من هذه الرسالة، والتي تدل على ما ذكرت.
قال
الخليلي: الرسالة كما ذكرت لك سيدي مصدر من أكبر مصادر الإرهاب، وكل
[1]
فقد كان ابن تيمية يدعو ـ عند الرقية التي ابتدعها أو نقلها عن سلفه ـ إلى ضرب
الجن، وإلحاق مختلف العقوبات بهم، فيقول: (ولهذا قد يحتاج في إبراء المصروع ودفع
الجن عنه إلى الضرب، فيضرب ضربا كثيرا جدا، والضرب إنما يقع على الجني، ولا يحس به
المصروع حتى يفيق المصروع، ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك، ولا يؤثر في بدنه، ويكون
قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل، بحيث لو
كان على الإنسي لقتله، وإنما هو على الجني والجني يصيح ويصرخ، ويحدث الحاضرين
بأمور متعددة كما قد فعلنا نحن هذا وجربنا مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق
كثيرين) [مجموع الفتاوى 19 / 60]
وقال: (وإذا ضرب بدن الإنسي؛ فإن الجني يتألم بالضرب
ويصيح ويصرخ ويخرج منه ألم الضرب، كما قد جرب الناس من ذلك ما لا يحصى، ونحن قد
فعلنا من ذلك ما يطول وصفه) [مجموع الفتاوى 10 / 349]
وقال: (فإنه يصرع الرجل؛ فيتكلم بلسان لا يعرف معناه،
ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثَّر به أثراً عظيماً، والمصروع مع
هذا لا يحس بالضرب، ولا بالكلام الذي يقوله)[ مجموع الفتاوى 24 / 277]
بل إن ابن تيمية نفسه استعمل هذه الوسيلة في عقاب الجن،
فقد حكى ابن مفلح – وهو تلميذ لابن تيمية– فقال:
(كان شيخنا – يعني شيخ الإسلام ابن تيمية – إذا
أتي بالمصروع وعظ من صرعه وأمره ونهاه، فإذا انتهى وفارق المصروع أخذ عليه العهد
أن لا يعود، وإن لم يأتمر ولم ينته ولم يفارق؛ ضربه حتى يفارقه)[ الفروع 1 / 607]
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 422