اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 397
أفضل من تركه
والنقل الضروري حاصل بأنه a لم يواظب على ترك الأفضل طول عمره، فثبت
أنه أتى في نحو الوضوء والصلاة بالنية مع النطق ولم يثبت أنه تركه والشك لا يعارض
اليقين، ومن ثم أجمع عليه الأمة في سائر الأزمنة)
ومن أقوال الحنابلة
فيها ما نص عليه المرداوي في [الإنصاف] من قوله: (لا يستحب التلفظ بالنية على أحد
الوجهين.. الوجه الثاني: يستحب التلفظ بها سرا، وهو المذهب، قدمه في الفروع، وجزم
به ابن عبيدان، والتلخيص، وابن تميم، وابن رزين. قال الزركشي: هو الأولى عند كثير
من المتأخرين)
وقال البهوتي
في [كشاف القناع]: (واستحبه) أي التلفظ بالنية (سرا مع القلب كثير من المتأخرين)
ليوافق اللسان القلب قال في الإنصاف: والوجه الثاني يستحب التلفظ بها سرا وهو
المذهب)
وهكذا ترى
سيدي القاضي كل هؤلاء.. وهم أعلام المذاهب الإسلامية الكبرى.. لم يتجرأ أحد منهم
على الحكم على من فعل ذلك بالقتل إلا ابن تيمية.. فهو لم يكتف بتخطئتهم في
المسألة، وإنما راح يحكم عليهم بما ورثه من سلفه من صراع.
ثالثا
ـ الصراع مع الصوفية
بعد أن ساق
الهندي ما ساقه من الأدلة على تكفير ابن تيمية للمدارس العقدية وتحريضه عليها، قام
الإسكندري، وقال: أظن أن ما ذكرناه من أدلة على مواقف ابن تيمية من الفقه
والفقهاء، وتحويله الشريعة السمحة إلى وسيلة للتهديد وسفك الدماء كافية في إقناع
سيدنا القاضي بذلك.. وإن لم تكن كافية ذكرنا له المزيد.. فما أكثر فتاوى ابن تيمية
الداعية لهدر الدماء لأجل أبسط الأمور، وأقل الشؤون..
قال القاضي:
بل أنا مقتنع بما ذكرتكم.. فانتقلوا بنا إلى الدليل الثالث.
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 397