اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 387
وقال محمد
بن إسحاق بن خزيمة - الملقب إمام الأئمة وهو ممن يعرج أصحاب الشافعي بما ينصره من
مذهبه ويكاد يقال: ليس فيهم أعلم بذلك منه -: من لم يقل: إن الله فوق سمواته على
عرشه باين من خلقه: وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على مزبلة؛ لئلا
يتأذى بنتن ريحه أهل الملة ولا أهل الذمة وكان ماله فيئا)[1]
التفت القاضي
إلي، وقال: ما تقول أنت؟
قلت: صدق
سيدي القاضي، وبين يدي كتب ابن تيمية، وهو يصرح فيها في مواضع كثيرة جدا بقتل كل
من يقول بقول الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة وغيرهم.. بل إنه عقد فصلا طويلا في
كتابه [الفتاوى الكبرى] يجمع فيه كل ما روي في تكفيرهم وقتلهم.
وقد نقل فيه
مستحسنا ما ذكره اللالكائي من العقوبات الجائرة التي قام بها الخلفاء الموالين
لأهل الحديث من التنكيل بالمخالفين، وقتلهم، فقال: (واستتاب أمير المؤمنين القادر
بالله، حرس الله مهجته وأمد بالتوفيق أموره ووفقه من القول والعمل لما يرضى مليكته
فقهاء المعتزلة الحنفية في سنة ثمان وأربعمائة فأظهروا الرجوع وتبروا من الاعتزال،
ثم نهاهم عن الكلام والتدريس والمناظرة في الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة
للإسلام والسنة وأخذ خطوطهم بذلك، وأنهم مهما خالفوه حل بهم من النكال والعقوبة ما
يتعظ به. وامتثل يمين الدولة وأمين الملة أبو القاسم محمود يعني ابن سبكتكين، أعز
الله نصره أمر أمير المؤمنين القادر بالله واستن بسننه في أعماله التي استخلفه
عليها من خراسان وغيرها في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية
والمشبهة وصلبهم وحبسهم ونفاهم، وأمر باللعن عليهم على منابر المسلمين، وإبعاد كل
طائفة من أهل البدع، وطردهم عن ديارهم، وصار ذلك في الإسلام إلى أن يرث الله الأرض
ومن عليها وهو خير الوارثين.