responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 27

عديدة. وينصر قولاً واحداً، موافقاً لما دل عليه القرآن والحديث. ويكتب في اليوم والليلة من التفسير، أو من الفقه، أو من الأصلين، أو من الرد على الفلاسفة والأوائل: نحواً من أربعة كراريس أو أزيد.

قام آخر، وقال: وهل كان ابن تيمية يحفظ كتب الملل والنحل؟

أجاب الفقي بسرعة وبديهة: أما حفظ شيخ الإسلام لكتب الملل والنحل.. فحدث ولا حرج.. فقد كان يحفظ التوراة والإنجيل والزبور.. ويحفظ الويدا والهابهارتا، والكيتا، والبوجاواسستها، والرامايانا، وغيرها.. وهي أعظم الكتب المقدسة لدى الهندوس.

ولهذا ترونه في كتبه ورسائله يذكر إجماع الطوائف في أي مسألة تطرح عليه.. ولولا حفظه لكتبها لما تجرأ على ذلك.. فهو الأمين الورع التقي الذي لا يستحل أن يتكلم في علم لا يحفظه.

سأله آخر: وهل كان يحفظ كتب الفلاسفة والمناطقة؟

قهقه الفقي قهقة طويلة، ثم قال: عجبا لك.. كيف تسألني عن ذلك بعد الذي ذكرت لكم.. أجل.. وكيف لا يحفظها.. لقد كان يحفظ كتب أبو قراط وسقراط وأرسطوطاليس وأفلاطون وأبيقور.. وغيرهم.. بل يحفظ كتب ألبير كامو، وبيرتراند راسل‌، وجان بول سارتر‌، وسيمون دي بوفوار وغيرهم.. ‌ولهذا تراه في كتبه يذكر الفلاسفة وأقوالهم وينكر عليهم، ولولا حفظه القوي لما استطاع ذلك.. فهو الأمين الورع التقي الذي لا يستحل أن يتكلم في علم لا يحفظه.

وهكذا سأله غير واحد عن كل علم من العلوم، وكان الفقي يجيبهم عن الكتب التي حفظها ابن تيمية فيه.. إلى أن خشينا أن يسأله بعض الثقلاء عن حفظ ابن تيمية للوح المحفوظ، فيذكر لنا أنه كان يحفظه عن ظهر قلب، وأنه كان يأخذ منه ما شاء، ويدع ما شاء.

عبد الرحمن الوكيل:

اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست