اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 28
بعد أن أنهى
الفقي محاضرته، وأجاب عن أسئلة الحضور، تقدم المقدم، وقد مسح التراب عنه، ثم قال:
سيتقدم الآن علم من أعلام السلف الصالح الذي حارب التصوف طول حياته.. والذي يعتبر
أول من قال من علماء جماعة (أنصار السنة المحمدية) بأن (التصوف كله شر). وكان له
أثر كبير في ظهور الكتابة العلمية عن التصوف في مجلة الهدي النبوي، التي ظل يكتب
بها قرابة ربع قرن محاربا للصوفية القبورية المشركة..
لقد قال فيه
الشيخ سيد رزق الطويل: (لقد كان في أخلاقه نسيج وحدة سمو في الخلق وعفة في اللسان،
طلق المحيَّا منبسط الأسارير واسع الثقافة متنوع المعرفة أديبًا، شاعرًا جزل الشعر
قوي العبارة)
وقال عنه
الشيخ محمد صادق عرنوس: (إن أخانا الأستاذ النابغة عبدالرحمن الوكيل المعروف بين
قراء الهدي النبوي بهادم الطواغيت قد أصبح أخصائيًا في تشريح التصوف والإحاطة
بوظائف أعضائه، والأستاذ الوكيل يتعلم وينبغ ليُمرِّض ويشفي)
بعد أن انتهى
من تقديمه صعد الوكيل إلى المنصة، وقد حاول المقدم أن يبتعد عنه خشية أن يضع عليه
بعض التراب.
بعد مقدمة طويلة كمن سبقه من المحاضرين راح يقول: لقد
حدثكم أخي العلامة حامد الفقي على حفظه بما بهرنا جميعا.. أنا سأحدثكم عن ملكة لا
تقل عن الحفظ.. بل قد تفوقه.. وقد خص الله بها شيخنا شيخ الإسلام دون غيره من
العلماء حتى يؤدي الرسالة التي كلف بها.. إنها ألمعيته.. فقد كان لشيخ الإسلام
القدح المعلى منها[1].. فإذا كانت
الألمعية هي سرعة الخاطر وجودة الذهن، فإن ابن تيمية الأول في هذا الباب عن أهل
العلم؛ فقد كان يفهم المسألة بقوٍة وجدارة، وكان يعي ما يقرأ.. وكان ينتزع الفائدة
ويستنبط من