اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 219
والزنا، وأما
همه: فروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن،
وعن مجاهد قال: حل سراويله وجعل يعالج ثيابه. وهذا قول أكثر المتقدمين مثل سعيد بن
جبير والحسن. وقال الضحاك: جرى الشيطان فيما بينهما فضرب بإحدى يديه إلى جيد يوسف
وباليد الأخرى إلى جيد المرأة حتى جمع بينهما)[1]
والخطر ليس
في هذه الرواية، فقد أوردها كل من امتدحهم ابن تيمية من السلف وأثنى عليهم، ولكن
الخطر في تعقيبه على هذه الرواية بقوله: (قال أبو عبيد القاسم بن سلام: قد أنكر
قوم هذا القول، والقول ما قال متقدمو هذه الأمة، وهم كانوا أعلم بالله أن يقولوا
في الأنبياء من غير علم) [2]
ثم أورد
ردودا أخرى على تلك الروايات، تنزيها لمقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لكنه
رد عليها بقوله: (وزعم بعض المتأخرين: أن هذا لا يليق بحال الأنبياء عليهم السلام،
وقال: تم الكلام عند قوله: ولقد همت به، ثم ابتدأ الخبر عن يوسف عليه السلام فقال:
وهم بها لولا أن رأى برهان ربه، على التقديم والتأخير، أي: لولا أن رأى برهان ربه
لهم بها، ولكنه رأى البرهان فلم يهم.. وقيل: همت بيوسف أن يفترشها، وهم بها يوسف
أي: تمنى أن تكون له زوجة. وهذا التأويل وأمثاله غير مرضية لمخالفتها أقاويل
القدماء من العلماء الذين أخذ عنهم الدين والعلم)[3]
هل رأيت سيدي
القاضي كيف أصبحت مقولات المتقدمين من سلفهم دينا يتعبد الله به حتى لو كان فيه
مساس بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وتحريف للقرآن الكريم.
ثم إنه راح
يبرر ما ورد في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من أمثال هذه