اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 213
قال الحنبلي:
أجل – سيدي القاضي- فقد أسرف الطبري في تفسيره في نقل
الروايات المأخوذة من القصص الإسرائيلي يرويها عن كعب الأحبار أو وهب بن منبه أو
عبد الله بن سلام أو عبد الملك ابن جريج وغيرهم حتى أن بعضهم أحصاها فوجدها قد
بلغت ما يقرب من ألفين وخمسمائة رواية في تفسيره من الإٍسرائيليات والخرافات
والأساطير اليهودية الأولى [1].
وهو مع سرده
لها لا يميز صحيحها أو ضعيفها.. بل يترك ذلك كله للقارئ ليتلقى منه كل أنواع
التشويهات والتحريفات سواء المتعلقة بالله وتجسيمه وتشبيهه، أو المتعلقة بالأنبياء
عليهم الصلاة والسلام ورميهم بالموبقات.
قال القاضي:
فهلا ضربت لي مثالا منها لأطمئن.
قال الحنبلي:
أجل سيدي القاضي.. سأضرب لك مثالا يتعلق بتفسيره لقوله تعالى: ﴿وَرَاوَدَتْهُ
الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ
هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا
يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى
بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ
مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 23، 24]، فمع أن المنزهة أوردوا
الكثير من الأدلة التي تدل على المراد منها، وأنه يتناسب مع عظمة النبي وعفافه
وأخلاقه الرفيعة.. لكن الطبري وغيره من المفسرين الذين أثنى عليهم ابن تيمية
استغلوا هذه الآية ليرموا هذا النبي الكريم بالعظائم.
فمما رواه الطبري
في تفسير الآية الكريمة هذه الرواية: (استلقت له وجلس بين رجليها وحل ثيابه أو
ثيابها)[2]
ومنها هذه
الرواية عن ابن أبي مليكة – وهو من سلفهم الصالح - قال: بلغني أن
[1] انظر: مقال للباحثة هدى بنت فهد المعجل،
بعنوان: بلا تردد الإسرائيليات.