اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 20
بقول[1]: ابن تيمية.. وما أدراك ما ابن تيمية؟
يكفي أن تعرفه بهذا الاسم؛ فإذا قلت ابن تيمية فكفى، ولا تزد على ذلك أوصافاً، أهل
المعرفة وأهل العلم يعرفون من هو ابن تيمية من خلال آثارة وكتبه ورسائله وجهوده
وثناء الناس عليه، وإنني أعلن – بالمناسبة – حبي لهذا الإمام العظيم؛ أحببته لصدقه وإخلاصه، لإيمانه وجهاده، أحببته
لعلمه ويقينه، أحببته لعمقه ورسوخه:
أحبك لا
تفسير عندي لصبوتي
أفسر ماذا؟ والهوى لا يفسر
منذ ثلاثين
سنة وأنا أعيش مع هذا الإمام العظيم، من خلال تراثه المبارك الذي سرى في الأمة حتى
قال بعضهم: ترجمت بعض دوائر المعارف للدولة العباسية بخمس وعشرين صفحة ولابن تيمية
بأربعين صفحة.. فانظر إلى دولة عاشت ما يقارب الستمائة سنة، وحكمها سبع وثلاثون
خليفة، ومع ذلك لم تحظ إلا بخمس وعشرين صفحة، وقارن بها هذا الفرد العلم الذي لم
يتول أي منصب؛ لا وزارة، ولا إمارة، ولم يجمع تجارة، ومع ذلك ترحم له بأربعين
صفحة.
أقول لكم أيها الجمهور الكرام.. يا تلاميذ شيخ
الإسلام.. لتفخروا بشيخ هذا صفته.. إنني – مع كثرة مطالعاتتي وأبحاثي في تراث الملل والنحل- لا أعلم عالماً حظي
بالتراجم والكتابة والاهتمام والانشغال بمثل ما حظي به، حتى إنه ليصدق عليه بيت
المتنبي:
وتركك في
الدنيا دوياً كأنما تداول سمع المرء أنمله العشر
حتى إن بعض
الباحثين ذكر أنه قد ألف في ابن تيمية أكثر من ثلاثة الآف كتاب ما بين رسالة وكتاب
وبحث ورسالة دكتوراه وماجستير وبحوث جامعية.
فيا لهذه
العظمة! ويا لفتح الله على العبد إذا فتح سبحانه وتعالى..!
[1] النص
مقتبس من كتاب (على ساحل ابن تيمية) بتصرف.
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 20