اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 154
وهذا يقتضي
أن يستعمل القرآن الكريم كل الأساليب التي تستعملها العرب في كلامها.. ومنها هذا
الأسلوب المعبر عنه بالمجاز والكناية ونحوها.
قال القاضي: فهلا
وضحت لي الآية بحسب الرؤية التأويلية.
قال الصنعاني:
من الأمثلة على ذلك قول ابن عاشور في الآية: (والنسيان منهم مستعار للإشراك بالله،
أو للإعراض عن ابتغاء مرضاته وامتثال ما أمر به، لأن الإهمال والإعراض يشبه نسيان
المعرض عنه.. ونسيان الله إياهم مشاكلة أي حرمانه إياهم مما أعد للمؤمنين، لأن ذلك
يشبه النسيان عند قسمة الحظوظ)[1]
قال القاضي:
هذا واضح ومنطقي.. فهل اعترض ابن تيمية على هذا المسلك؟
قال الصنعاني:
ليته اعترض فقط.. لقد حمل المؤولة الويلات.. بل رماهم بكل ما سولت له نفسه من صنوف
التبديع والتضليل.. وهو إمعانا في التقية يسب الجهمية - أحيانا- بدلهم، فيتصور
المغفل أنه يقصد تلك الفرقة التي اندثرت، مع أنه يقصد مجموع الأمة من أشاعرة
وماتريدية ومعتزلة وزيدية وإمامية..
قال القاضي: هلا
ضربت لي أمثلة على ذلك.
قال الصنعاني:
من ذلك قوله: (ثم عامة هذه الشبهات التي يسمونها دلائل إنما تقلدوا أكثرها عن
طواغيت من طواغيت المشركين أو الصابئين، أو بعض ورثتهم الذين أُمروا أن يكفروا
بهم، مثل فلان وفلان، أو عن من قال كقولهم لتشابه قلوبهم ﴿فَلَا وَرَبِّكَ
لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا
فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
[النساء:65])[2]
فهو يرجع كل
ما كتبه العلماء في فهم النصوص وفق اللغة العربية، هربا من