responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 124

المثال الأول:

قال القاضي: فهات المثال الأول؟

قال الخليلي: المثال الأول هو موقف ابن تيمية من رجل يقال له الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي، وقد ألف كتاباً طويلاً في الصفات أورد فيه أحاديث باطلة، ومنها حديث عرق الخيل الذي نصه: (إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق)[1] تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

انظر – سيدي القاضي- مع هذه الطامة الكبرى التي ذكرها الرجل إلا أن ابن تيمية الذي يغضب لأتفه الأمور لم ينبض له عرق بسبب هذا الكفر البواح..

لقد اعتبر ابن تيمية هذا الرجل – مع ذلك الانحراف العظيم- من أهل السنة في الجملة.. ولم يستطع أن يتحمل دخول المعتزلة والجهمية والشيعة.. وهذه مفارقة عجيبة.. فكيف يكفر من يقول بخلق القرآن، أو يسب أحد الصحابة، ولا يكفر من من يزعم أن الله خلق نفسه من عرق الخيل.. بل يتوج على قوله هذا بتاج السنة؟

عجباً لمن يكفر من يقول: إن القرآن مخلوق، ولا يكفر من يقول: إن نفس الله مخلوقة.. أليس هذا تناقضا صارخا؟

ليس ذلك فقط ما ذكره ذلك الرجل.. فقد أورد هذا الحديث العجيب: (رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه جبة!!) وهو تشبيه واضح وتجسيم صريح.. ولكن بما أنه ليس عن معاوية ولا عن يزيد لم يحزن ابن تيمية له، ولم يرد عليه[2].

التفت القاضي إلي، وقال: هل حقا ما يقول؟

قلت: أجل سيدي القاضي.. فالحديث الذي ذكره أوردوه، وأنكروا عليه، لكن


[1] سير أعلام النبلاء (18/17)،

[2] انظر الحنابلة نموذجا حسن بن فرحان المالكي.

اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست