اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 105
وإذا لم
توجب انفصالاً، بل كانت مجرد فرض شيء في المنقسم يغاير شيئاً آخر منه فهي قسمة
ذهنية وتسمى قسمة وهمية أيضا[1].
قلت: اسمح لي
سيدي القاضي.. أظن أن هناك تعريفا آخر للتجسيم لم يشأ أستاذنا الفاضل أن يذكره..
ولست أدري لم؟
قال القاضي:
تفضل.. هاته.
قلت: لقد قرأت
عن بعضهم أنه عرف الجسم بأنه (القائم بنفسه)[2]
ضحك الكوثري،
وقال: لو طبقنا هذا التعريف، فستكون كل الأمة مجسمة، بل يكون القرآن الكريم نفسه
مجسما.. فالله سبحانه وتعالى من أسمائه القيوم، وهو المستغني في قيامه عن محل أو
حيز يقوم به، وعن فاعلٍ يكون قيامه به.. وهو يدل على أن لله الغنى المطلق في
مقابلة الاحتياج اللازم لأجسام العالم وأعراضه، فإن العرض يحتاج إلى محل يقوم به
فيكون قيامه بغيره، ويحتاج إلى فاعل أيضاً، والجسم وإن قام بنفسه لكنه يحتاج إلى
فاعل يقيمه وحيز يقوم فيه.
قال القاضي:
لا يهمنا المصطلحات ومعانيها.. ولنترك اللفظ ونهتم بالمعنى.. فما وجه التهمة في
التجسيم؟
قال الكوثري:
وجه التهمة فيها واضح.. وهو افتقار الله وعدم قيوميته وشبهه بخلقه في ذلك.. ولهذا
فإن كل من جسم سيشبه الله بخلقه لا محالة.. إذ لو كان جسماً لاحتاج إلى مكان،
فالمكان إمّا أن يكون قديماً فيكون إلهاً ثانياً، وإن كان حادثاً أحدثه سبحانه،
فأين كان هو قبل إحداث هذا المكان؟
قال القاضي:
لم أفهم..
[1]
انظر التفاصيل الكثيرة المرتبطة بهذا التعريف في (التجسيم في الفكر الإسلامي)..