هذه الآية ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ﴾ [النساء: 93] فقلت – وليس في
البيت أصغر مني-: أرأيت إن قال
لك: أنا قلت:
﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ
بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾ [النساء: 48] من أين علمت أني لا أشاء أن أغفر لهذا؟ فما رد علي شيئاً)[1]
ورووا عن بعضهم،
قال: كنت جالسا عند يونس بن عبيد، فجاء رجل فقال: يا أبا عبدالله، تنهانا عن
مجالسة عمرو بن عبيد، وقد دخل عليه ابنك قبيل؟ قال: ابني؟ قال: نعم، فلم أبرح حتى
جالسه، فقال: يا بني، ألم تعرف رأيي في عمرو بن عبيد، ثم تدخل عليه؟ قال: كان عنده
فلان، قال: فجعل يعتذر، فقال يونس: أنهاك عن الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ولأن
تلقى الله بهن أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو، وأصحاب عمرو [2].
بل إن سلف
السلفية لم يرحموا المعتزلة حتى في منامهم، فقد رووا الكثير من الرؤى التي تصفهم
بالضلال والبدعة، ويستدلون بذلك على ضلالاهم وبدعتهم، باعتبار عصمة أحلام سلفهم..
ومن تلك
الرؤى ما رواه عاصم الأحول قال: (.. فرأيت عمرو بن عبيد في المنام يحك آية من
القرآن، قلت: ما تصنع؟ قال: إني أعيدها، قال: فحكها، قلت: أعدها! فقال: لا أستطيع)[3]
ورووا أن عمرو
بن عبيد، وإسماعيل المكي جاءا إلى محمد بن سيرين فسألاه عن رجل رأى كأنه نصف رأسه
مجزوزة، ونصف لحيته، فقال لهما: اتقيا الله، لا تظهروا أمراً،