إنكار علو
الله تعالى وهو أشنعها: والسلف أجمعوا على تكفير من أنكر علو الله تعالى،
والأشاعرة تقول به تبعاً للجهمية.. قال ابن تيمية عن علو الله: (ولهذا كان السلف
مطبقين على تكفير من أنكر ذلك لأنه عندهم معلوم بالإضطرار من الدين)[1].. بل لابد أن تعلم أن جميع الأشاعرة
صرحوا بما لم يصرح به الجهمية، فالجهمية لم يتجرؤوا على إظهار إنكار العلو، بينما
الأشاعرة يجاهرون بإنكاره)[2]
ثم نقل عن
ابن تيمية قوله: (الجهمية أظهروا مسألة القرآن وأنه مخلوق وأنه لا يرى في الآخرة
ولم يكونوا يظهرون لعامة المؤمنين وعلمائهم إنكار أن الله فوق العرش وأنه لا داخل
العالم ولا خارجه، وإنما كان العلماء يعرفون هذا منهم بالاستدلال.. وهذا كما قال
حماد بن زيد: (وما يحاولون إلا أن ليس في السماء إله)، وقال عبدالرحمن بن مهدي: (ليس
في أصحاب الأهواء أشر من أصحاب جهم، يدورون على أن يقولوا ليس في السماء شيء) ومثل
هذا كثير في كلام السلف والأئمة كانوا يردون ما أظهرته الجهمية من نفي الرؤية وخلق
القرآن ويذكرون ما تبطنه الجهمية مما هو أعظم من ذلك: أن الله ليس على العرش،
ويجعلون هذا منتهى قولهم، وأن ذلك تعطيل للصانع وجحود للخالق)[3]
وعلق عليه
بقوله: (فلا تعجب بعد ذلك إن قلت لك إن ما لم يتجرأ على إظهاره الجهمية وهو نفي
العلو تجاهر الأشاعرة بإظهاره فأوجبوا إنكار العلو بل وكفروا من يثبت لله العلو
لأن هذا عندهم من التجسيم)[4]