الآدمية البشرية؛ وصورتهم صورة
الِإنس، وقلوبهم مع القدر، وأسرارهم مع الملك)[1]
ثم يعلق على هذا النص بقوله: (يخبر
عبد القادر الجيلاني عن أبي يزيد البسطامي أنه كان يفتح أبواب القرب (من الله وبه
وإليه وفيه) إلى قلوبهم، أي إلى قلوب المريدين. إذاً فعبد القادر الجيلاني -في هذا
النص- يزكي أبا يزيد، وبالتالي فهو يوافقه على أقواله التي مرت معنا آنفاً)[2]
وقوله تعليقا على قول الشيخ عبد
القادر الجيلاني: (قيل للحلاج حين صلب: (أوصني)، قال: نفسك إن لم تشغلها وإلا
شغلتك)[3]: (يُظهر الحلاجَ هنا بمظهر
المعلم الحكيم، المقصود، حتى عند الصلب، إذاً فالحلاج مزكىً عند الجيلاني، وهذا
يعني أن الجيلاتي يتلقى أقوال الحلاج بالقبول، فهو يؤمن بأقواله وعقيدته، ونستطيع
أن نرجع إليها حالاً، لتكون تذكرة وتعيها أذن واعية)[4]
وهكذا نراه ينقل النصوص
الكثيرة من كتب الشيخ عبد القادر المختلفة، ويحللها كما يشاء، ويحكم عليها بسيف
تكفيره.
ومثل ذلك نجد علما آخر من
أعلام السلفية المعاصرين أعطى جهدا كبيرا في تكفير الصوفية والتحذير منهم، وهو د.
محمد جميل غازي، والذي عقد في كتابه [الصوفية والوجه الآخر] فصلا خاصا برابعة
العدوية التي أثنى عليها ابن تيمة، والتي هي محل احترام من جميع المسلمين.
وقد عنون فصله بهذا العنوان
المثير: [رابعة العدوية: الشخصية والأسطورة]، وقد