responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 90

 

وهكذا نجد الألباني في كتابه الذي خص به التوسل يتلاعب بكل صنوف التأويلات ليخرج الحديث من مضمونه، فقد قال ـ بعد ذكر الحديث، وعدم قدرته على تضعيفه ـ: (يرى المخالفون: أن هذا الحديث يدل على جواز التوسل في الدعاء بجاه النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أو غيره من الصالحين، إذ فيه أن النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) علم الأعمى أن يتوسل به في دعائه، وقد فعل الأعمى ذلك فعاد بصيراً، وأما نحن فنرى ان هذا الحديث لا حجة لهم فيه على التوسل المختلف فيه، وهو التوسل بالذات، بل هو دليل آخر على النوع الثالث من أنواع التوسل المشروع الذي أسلفناه، لأن توسل الأعمى إنما كان بدعائه. والأدلة على ما نقول من الحديث نفسه كثيرة، وأهمها: أن الأعمى إنما جاء إلى النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) ليدعو له، وذلك قوله: (أدعُ الله أن يعافيني) فهو توسل إلى الله تعالى بدعائه (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، لأنه يعلم أن دعاءه (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أرجى للقبول عند الله بخلاف دعاء غيره، ولو كان قصد الأعمى التوسل بذات النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أو جاهه أو حقه لما كان ثمة حاجة به إلى أن يأتي النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، ويطلب منه الدعاء له، بل كان يقعد في بيته، ويدعو ربه بأن يقول مثلاً: (اللهم إني أسألك بجاه نبيك ومنزلته عندك أن يشفيني، وتجعلني بصيراً). ولكنه لم يفعل.. ثانياً: أن النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) وعده بالدعاء مع نصحه له ببيان ما هو الأفضل له.. ثالثاً: إصرار الأعمى على الدعاء وهو قوله: (فادع) فهذا يقتضي أن الرسول (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) دعا له، لأنه (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) خير من وفى بما وعد، وقد وعده بالدعاء له إن شاء كما سبق، فقد شاء الدعاء وأصر عليه، فإذن لا بد أنه (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) دعا له، فثبت المراد، وقد وجه النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) الأعمى بدافع من رحمته، وبحرص منه أن يستجيب الله تعالى دعاءه فيه، وجهه إلى النوع الثاني من التوسل المشروع، وهو التوسل بالعمل الصالح، ليجمع له الخير من أطرافه، فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعو لنفسه وهذه الأعمال طاعة لله سبحانه وتعالى يقدمها بين يدي دعاء النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) له.. وهكذا فلم يكتف الرسول (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) بدعائه للأعمى الذي وعده به، بل شغله بأعمال فيها طاعة لله سبحانه وتعالى وقربة إليه،

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست