اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 88
فيقول:(اللهم
إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في
حاجتي هذه فتقضى لي، اللهم شفعه في وشفعني فيه) [1]
فالحديث ـ
كما هو ظاهر ـ ورد مطلقا، ومن التأويل تقييده بما لم يدل الدليل على تقييده، بل إن
رسول الله k يصف فيه هيئة خاصة بصلاة
الحاجة، وذكر فيه صيغة خاصة بها، وهو لا يحتاج بعد ذلك إلى أي دليل خارجي يدل على
أنه عام يصلح تطبيقه في كل الأزمنة، ومع ذلك ورد ذلك الدليل الخارجي.
ففي الحديث عن عثمان بن حنيف: أن رجلا كان يختلف إلى
عثمان بن عفان في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته، فلقي
عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت
المسجد، فصل فيه ركعتين، ثم قل: (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نبي
الرحمة، يا محمد أني أتوجه بك إلى ربي فتقضي لي حاجتي)، وتذكر حاجتك، ورح إلي حتى
أروح معك.فانطلق الرجل فصنع ما قال له، ثم أتى باب عثمان بن عفان فجاء البواب حتى
أخذ بيده، فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة، وقال له ما حاجتك
فذكر حاجته، فقضاها له، ثم قال: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال: ما كانت
لك من حاجة فائتنا.ثم إن الرجل خرج من عنده فلقى عثمان بن حنيف، فقال له: جزاك
الله خيرا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في.فقال عثمان بن حنيف:
والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره.فقال
له النبي k: أو تصبر ؟ فقال: يا رسول الله
إنه ليس لي قائد وقد شق علي.فقال له النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):
ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين، ثم ادع بهذه الدعوات) قال عثمان بن حنيف:
[1] رواه الترمذي
وقال: حسن صحيح غريب، ورواه أحمد وابن ماجة والحاكم وابن السني.
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 88