اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 57
فيما جاء به
الرسول k بل يجعلون ما بعث به الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه
ويعتمدونه)[1]
وهكذا أصبح
أهل الحديث بمنطق ابن تيمية وجميع السلفية هم زبدة الأمة وخلاصتها، لذلك فإنهم،
وبهذا الاعتبار، لا يختلفون عن الصحابة، لأنهم تسنى لهم ـ بسبب الحديث ـ الإطلاع
على جميع أحواله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كما قال قائلهم:
أهل الحديث هم أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه
صحبوا
وما دام قد
ورد النهي عن التعرض للصحابة ـ كما ينص السلفية ـ فقد ورد النهي عن التعرض لهم
أيضا، بل إن حرمتهم تزيد على حرمة الصحابة الذين لم يكفر السلفية سابيهم ولاعنيهم
والطاعنين فيهم[2]، بينما كفروا من يطعن في أهل الحديث.
فقد رووا عن محمد
ابن إسماعيل الترمذي قوله: كنت أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد اللّه أحمد
بن محمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد اللّه ذكروا لابن أبي قتيلة
بمكة أصحاب الحديث، فقال: أصحاب الحديث قوم سوء. فقام أبو عبد اللّه وهو ينفض ثوبه
فقال: (زنديق زنديق زنديق)، ودخل البيت [3].
ورووا عن أحمد
بن سنان القطان قوله: (ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث وإذا ابتدع
الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه)، وروى عن أحمد بن سلام الفقيه قوله: (ليس شيء
أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث
[2] وخاصة سيد الصحابة الإمام علي الذي لم يتعرض أحد للإذية والسب
والطعن مثلما تعرض له، وأول من تعرض له هم سلف السلفية، وعلى رأسهم ابن تيمية كما
ذكرنا ذلك بتفصيل في كتاب [شيخ الإسلام في قفص الاتهاما]