responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 55

القرآن، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) [1]

ونحن لا ننكر أن يكون لأهل الحديث ـ الذين يعتبرهم السلفية سلفهم الأول ـ جهودهم في البحث عن السنة وتدوينها ووضع القواعد المرتبطة بتمحيصها .. ولكنا ننكر عليهم ذلك الغرور العظيم الذي جعلهم ينفصلون عن الأمة انفصالا تاما، ليصبحوا طائفة خاصة، وكأن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لم يحدث سواهم، ولم تشمل رحمته التي وسعت العالمين غيرهم.

ولذلك فإن مبدأ الانحراف في التراث السلفي هو تلك الطائفية المقيتة التي جعلتهم يتصورون أنهم وحدهم أهل الحديث.. وأن غيرهم من الأمة ليس كذلك.. حتى لو أمضى حياته كلها متتبعا سنة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) بمفهومها القرآني الشامل..

لأن التصور السلفي أعطى لأهل الحديث شروطا، ووضع لهم قواعد، فمن كان معهم فيها، فهو من أهلهم، ومن أهل الحديث، وتنطبق عليه كل الأحاديث التي وردت في فضلهم، ومن لم يكن معهم، فلا حظ له من أجر، ولا حق له في ثواب.. لأنهم هم من يوزع الثواب.

يقول الخطيب البغدادي ـ مبينا سر ذلك ذلك الشرف الذي خص به أهل الحديث ـ: (لولا عناية أصحاب الحديث بضبط السنن وجمعها، واستنباطها من معادنها، والنظر في طرقها لبطلت الشريعة، وتعطلت أحكامها، إذ كانت مستخرجة من الآثار المحفوظة، ومستفادة من السنن المنقولة، فمن عرف للإسلام حقه، وأوجب للدين حرمته، أكبر أن يحتقر من عظم الله شأنه، وأعلى مكانه، وأظهر حجته، وأبان فضيلته، ولم يرتق بطعنه إلى حزب الرسول وأتباع الوحي وأوعية الدين، وخزنة العلم، الذين ذكرهم الله في كتابه


[1] البخاري (3611) ومسلم (1066) وأبو داود (4767) والنسائي (7/ 119).

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست