اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 54
بنبيهم،
وأقربهم إن شاء الله تعالى وسيلة يوم القيامة إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ،
فإنهم يخلدون ذكره في دروسهم، ويجددون الصلاة والتسليم عليه في معظم الأوقات، في
مجالس مذاكراتهم ودروسهم، فهم إن شاء الله تعالى الفرقة الناجية، جعلنا الله منهم
وحشرتنا في زمرتهم) [1].
وهكذا إذا
رووا قوله k: (لا تزال طائفة من أمتى
منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)[2] ، فإنهم يروون معه قول على بن المدينى: (هم
أصحاب الحديث)[3].. ويروون عن أحمد قوله لما سئل عن
الطائفة المنصورة المذكورة في الحديث: (إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب
الحديث، فلا أدري من هم)، وقول الحاكم معقبا: (فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير
هذا الخبر، أن الطائفة المنصورة التي يدفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب
الحديث، ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين، واتبعوا آثار السلف من
الماضين، ودفعوا أهل البدع والمخالفين، بسنن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وعلى آله أجمعين) [4].
وهكذا نجدهم
مع كل الأحاديث الواردة في فضل نقل السنة أو الاهتمام بها أو تمحيصها، فإنهم
يعتبرون أنفسهم المقصودون بالحديث، ما عدا حديثا واحدا، فإنهم ـ ومع كونه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ذكر فيه أهل الحديث ـ إلا أنهم لا ينسبونه لهم،
وهو قوله k: (سيخرج قوم في آخر الزمان،
حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرؤون