اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 37
وإنما هي
قمة جبل قاف، والذي رووا فيه الروايات الكثيرة التي توضح طوله وعرضه ووظائفه على
هذه الأرض.
ومنها ما
رووه عن ابن عباس أنه قال ـ وهو يوضح الخارطة السلفية للأرض ـ: (خلق الله تعالى من
وراء هذه الأرض بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له ﴿ق﴾
السماء الدنيا مترفرفة عليه ثم خلق من وراء ذلك الجبل أرضا مثل تلك الأرض سبع مرات،
ثم خلق من وراء ذلك بحرا محيطا بها، ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له ق السماء
الثانية مترفرفة عليه، حتى عد سبع أرضين وسبعة أبحر وسبعة أجبل وسبع سموات قال:
وذلك قوله ﴿ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ﴾
[لقمان: 27])[1]
بل ذكروا أن
لهذا الجبل قدرة على الحديث، فقد رووا عن ابن عبّاس، أنه حدث عن وهب بن منبه أنه
قال: إنّ ذا القرنين أتى على جبل قاف، فرأى حوله جبالا صغارا، فقال له: ما أنت؟
قال: أنا قاف، قال: وما هذه الجبال حولك؟ قال: هي عروقي، وليست مدينة من المدائن
إلّا وفيها عرق منها، فإذا أراد الله أن يزلزل تلك الأرض أمرني، فحرّكت عرقي ذلك،
فتزلزلت تلك الأرض، فقال له: يا قاف، فأخبرني بشيء من عظمة الله، قال: إنّ شأن
ربّنا لعظيم، تقصر عنه الصفات، وتنقضي دونه الأوهام، قال: فأخبرني بأدنى ما يوصف
منها. قال: إنّ ورائي لأرضا مسيرة خمسمائة عام في عرض خمسمائة عام من جبال ثلج
يحطم بعضه بعضا، لولا ذاك الثلج لاحترقت من حرّ جهنّم. قال: زدني، قال: إنّ جبريل
عليه السّلام واقف بين يدي الله سبحانه ترعد فرائصه، يخلق الله من كلّ رعدة مائة
ألف ملك، وأولئك الملائكة صفوف بين يدي الله سبحانه، منكّسو رؤوسهم، فإذا أذن الله
لهم في الكلام، قالوا: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ)[2]
[1]
رواه
ابن أبي حاتم كما في: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (7/ 589)