اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 36
القرآن
بنظريات علمية حديثة)، ومما جاء فيه تعقيبا على كلام نقله عن ابن تيمية في التفسير:
(انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القرآن بتفسير لم يرد في
الكتاب والسنة، وأنه تفسيرٌ باطلٌ.. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة
الذين يفسرون القرآن حسب أفهامهم وآرائهم .. أو يفسرون القرآن بنظريات حديثة من
نظريات الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ
للقرآن الكريم .. وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض
أصحابه فعلوه عن حسن نيّة وإظهاراً لمكانة القرآن ..إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز، قال
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ
مقعده من النار).. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ
كما هو معلوم عند العلماء المحققين)[1]
وهنا يقضى
العجب منهم، فما داموا يعتقدون حرمة القرآن الكريم، وحرمة تفسيره بالرأي والعلم،
كيف أجازوا لسلفهم أن يفسر القرآن الكريم بالخرافة؟
هكذا هي
المكاييل المزدوجة للعقل السلفي، فهو يقلب كل شيء .. يقلب المحكم متشابها،
والمتشابه محكما، ويحرم التفسير العلمي في نفس الوقت الذي يجيز فيه التفسير
الخرافي.
ولم يكتف
التراث السلفي بتحريم البحث العلمي في القرآن الكريم، بل راح يفرض خرافات استفادها
من الشعوب البدائية ليفسر بها القرآن الكريم، ويضع من خلالها خارطة للكون تختلف عن
كل خرائط العالم.
وكمثال على
ذلك أن من وجوه الاختلاف التي يمكننا أن نستفيدها من تراث السلفية عن خرائط العالم
هو أن أعلى قمة على سطح الأرض ليست هي قمة إفرست،
[1]
حكم
تفسير القرآن بنظريات علمية حديثة، مجلة الدعوة/ العدد 1447 الخميس 21 محرم 1415هـ
الموافق 30 يونيو 1994] صـ 23.
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 36