responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 365

تعالى وإلى الصلاة)، وليس في هذا ما يوجب إنكار علم الحساب المعروف بمسير الشمس والقمر، واجتماعهما أو مقابلهما على وجه مخصوص.. فهذا حكم الرياضيات وآفتها)[1]

وهكذا بالنسبة لعلم الطبيعيات، والذي كان ركنا من أركان الفلسفة القديمة، فقد قال فيه الغزالي: (وأما علم الطبيعيات: فهو بحث عن عالم السماوات وكواكبها وما تحتها من الأجسام المفردة: كالماء والهواء والتراب والنار، وعن الأجسام المركبة، كالحيوان والنبات والمعادن، وعن أسباب تغيرها وامتزاجها، وكذلك يضاهي بحث الطب عن جسم الإنسان، وأعضائهم الرئيسية والخادمة، وأسباب استحالة مزاجه وكما ليس من شرط الدين إنكار علم الطب، فليس من شرطه أيضاً إنكار ذلك العلم، إلا في مسائل معينة، وذكرناها في كتاب تهافت الفلاسفة وما عداها مما يجب المخالفة فيها، فعند التأمل يتبين أنها مندرجة تحتها، وأصل جملتها: أن تعلم أن الطبيعة مسخرة لله تعالى، لا تعمل بنفسها، بل هي مستعملة من جهة فاطرها. والشمس والقمر والنجوم والطبائع مسخرات بأمره لا فعل لشيء منها بذاته عن ذاته)[2]

وبناء على هذا لم نجد من الغزالي وأمثاله من العلماء أي موقف سلبي من أي عالم من علماء الطبيعة أو الرياضيات، والموقف السلبي الوحيد الذي وقفه هو موقفه من بعض المسائل الفلسفية المتعلقة بالإلهيات، وقد انتقدهم فيها كفيلسوف، وليس كعالم دين، ولذلك فإن نقده لهم بقي محل نظر، فمن العلماء من قبله، ومنهم من رفضه أو انتقده كما فعل ابن رشد، ولا حرج على الجميع.

فالحرج ليس في الانتقاد، ولكن الحرج في التشدد في تحريم تلك العلوم،


[1] المنقذ من الضلال (ص: 140)

[2] المنقذ من الضلال (ص: 141)

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 365
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست