اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 322
(ت672هـ) صاحب
كتاب (تجريد الاعتقاد) وهو مثل كتاب (المواقف) و(المقاصد)، الثلاثة
الأولى في الفلسفة والمنطق، والثلاثة الأخيرة في النبوة والإمامة
والمعاد.. ونجد ابن المطهر الحلي (ت726هـ) صاحب (كشف
المراد في شرح تجريد الاعتقاد)،
و(الجوهر النضيد في شرح
التجريد في المنطق)، و(القواعد الجلية في شرح الرسالة الشمسية)، وغيرها كثير.
هذه مجرد
أمثلة بسيطة عن اهتمام طوائف الأمة بالمنطق، وتأليفهم
فيه، ودراستهم له.. لكني
لم أجد عند السلفية مع كثرة مؤلفاتها وكتبها كتابا في المنطق، أو أي اهتمام به اللهم إلا الكتب التي تشنع عليه
وتحاول أن تنقضه أو تبين أنه لا قيمة له، والتي يفتخر بها
السلفية كثيرا، ويتصورون أن إمامهم الأكبر ابن تيمية
استطاع بذكائه الحاد أن يقضي على المنطق، ويبين عدم الحاجة
إليه، وأنه لا ثمرة فيه، ولهذا
نراهم يرددون دائما مقولته المعروفة في مقدمة رده على المناطقة: (فإني كنت دائما أعلم أن المنطق اليوناني لا يحتاج
إليه الذكي ولا ينتفع به البليد ولكن كنت أحسب أن قضاياه صادقة لما رأيت من صدق
كثير منها، ثم تبين لي فيما بعد خطأ طائفة من قضاياه
وكتبت في ذلك شيئا ثم لما كنت بالإسكندرية اجتمع بي من رأيته يعظم المتفلسفة
بالتهويل والتقليد فذكرت له بعض ما يستحقه من التجهيل والتضليل. واقتضى ذلك أني كتبت في قعدة بين الظهر من الكلام على
المنطق ما علقته تلك الساعة.
ثم تعقبته بعد ذلك في مجالس
إلى أن تم ولم يكن ذلك من همتي فإن همتي إنما كانت فيما كتبته عليهم في الإلهيات. وتبين لي أن كثيرا مما ذكروه في أصولهم في الإلهيات
وفي المنطق هو من أصول فساد قولهم في الإلهيات، مثل
ما ذكروه من تركيب الماهيات من الصفات التي سموها ذاتيات وما ذكروه من حصر طرق
العلم في ما ذكروه من الحدود والأقيسة البرهانية بل وفيما ذكروه من الحدود التي
يعرف التصورات بل ما ذكروه من صور القياس ومواده اليقينيات. فأراد بعض الناس أن
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 322