اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 313
سمعت رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يقول
فيه: من كنت مولاه
فعلي مولاه.. الحديث، قال
الالباني: صحيح[1].
وهكذا نجد
النصوص الكثيرة الصحيحة تدل على هذا، ومع ذلك لا يزال
يصر السلفية على تنزيه بني أمية،
وتنزيه معاوية خصوصا، لأنهم لو طبقوا عليه مقاييسهم في سب الصحابة لكان أول
من يكفرونه، لأنه لم يكن يكتفي بالسب، بل كان يضيف إليه اللعن.. ولم
يكن يكتفي بفعل نفسه، بل كان يدعو إلى ذلك ويحرض عليه.. ولكن الإمام علي لا قيمة له عندهم، فلذلك يرضون أن يسب ويلعن وعلى المنابر ولا يرضون أن
يمس معاوية بشعرة.. بل يفتدونه بالبخاري ومسلم وكل كتاب
الصحاح التي ملأوا الدنيا صراخا لمن مسها ببنت شفة.
يقول الشيخ
حسن بن فرحان المالكي مخاطبا عبد الحليم عويس بعد إيراده لتلك النصوص وغيرها: (كيف نقول بكل سهولة
(لا يعقل) ونضرب بهذه الصحاح عرض الحائط من أجل تبرئة
بعض الناس بلا وجه حق، أليست هذه هي الصحاح وكتب المحدثين التي يدعو الدكتور بعدم إغفالها.. من المتهم الآن بإغفالها؟ ثم إن تعليل الدكتور لدعواه هذه (بأن هذا يتنافى مع طبيعة البيئة الاسلامية) دعوى هلامية عائمة، لأنه بهذا التعليل المطاط
يمكن أن ننكر أن الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أقام الحد على من زنا
(لأن الزنا يتنافى مع طبيعة البيئة الاسلامية)، ويمكن أن نقول إن الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لم يقطع يد المخزومية، ولا جلد شارب الخمر، لأن هذه الذنوب (تتنافى مع طبيعة البيئة الاسلامية ولا تطيقها)، وهكذا
هلم جرا. بل يمكن أن ننكر جميع (المخالفات) التي حدثت في عهد الصحابة بهذا التعليل المطاط الذي
لا يقوله من يعرف حقيقة التاريخ الاسلامي وفوائد
دراسته)