responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 293

حسب النظرة السلفية ـ نعمة من النعم التي أسديت لآدم مثل نعمة الطعام والشراب ونحوهما، فلذلك كفر الحجوري السلفي كما ذكرنا كل من يقول بمساواة الذكر بالأنثى، وكيف يتساوى المخلوق أصالة والمخلوق تبعا، ذلك أنه ـ كما ينص السلف ـ (لما تكامل خلق آدم استوحش فخلق له حوّاء) [1]

وقد اختلف السلف كعادتهم في الوقت الذي خلقت فيه على قولين: (الأول: أنها خلقت منه في الجنة بعد أن استوحش من وحدته وهذا قول ابن عباس وابن مسعود.. والقول الثاني: أنها خلقت من ضلعه قبل دخوله الجنة ثم أدخلا معا إليها) [2]

ويذكر السلف الحزن الشديد الذي أصاب آدم عليه السلام عندما خرج من الجنة، وهو حزن لا يرتبط بالله، وإنما يرتبط بـ (ما كانا فيه من النعيم في الجنة إلى ما صارا إليه من النكد في الأرض فحزن آدم حين أهبط إلى الأرض وبقي في حزنه مائة سنة لا يقرب فيه حوّاء، ثم غشيها فولدت له بعد المائة قابيل ثم غشيها فولدت له هابيل فقتل هابيل قابيل فحزن آدم لذلك حزنا شديدا وقيل أنه جعل حزنه جزاء على معصيته في الأكل.. ثم خف حزنه فغشى حوّاء فولدت له شيثا) [3]

وقد اختلف سلف السلفية من أهل الكتاب في علاقة الموت بآدم، وهل (هل خلق في ابتدائه قابلا للموت أو جعل الموت عقوبة له على معصيته.. فقال بعضهم: خلق آدم في ابتداء نشأته على الطبيعة الباقية والطبيعة الميتة ليكون إن مال إلى الشهوات الجسمانية وآثرها وقع في التغايير الجسمانية وناله الموت، وإن آثر فضائل النفس الأمارة بالخير نال البقاء الذي سعدت به الملائكة فلم يمت فلما عصى بأكل الشجرة عدل إلى التغايير فناله


[1] أعلام النبوة: (1/55)

[2] أعلام النبوة: (1/56)

[3] أعلام النبوة: (1/57)

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست