اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 25
وسبب ذلك هو عدم رجوعهم للراسخين في العلم،
والذين ذكر القرآن الكريم أنهم هم وحدهم الذين يستطيعون التفريق بينهما، كما قال
تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ
مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ
الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ
رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 7]
فالله تعالى
في هذه الآية الكريمة أخبر أن في القرآن الكريم نوعين من الآيات، آيات محكمات
واضحات هي الأصل والمرجع وأم الكتاب الذي يصار إليه عند التنازع، ومنه متشابهات، وهي
ـ كما يعبر الزركشي ـ (أن يشتبه اللفظ [فيها] في الظاهر مع اختلاف المعاني، ويقال
للغامض متشابه لأن جهة الشبه فيه، والمتشابه مثل المشكل لأنه أشكل ودخل في شكل غير
شكله)[1]
وهي على
نوعين: (أحدُهُما إذا رُدَّ إلى المُحْكَم عُرِف معناه، والآخر ما لا سبيل إلى
معرفة حقيقته. فالمُتَتَبِّع له مُبْتَغ لِلْفتنَة، لأنه لا يكادُ ينتهي إلى شيءٍ
تسكن نَفْسُه إليه)[2]
وعلى عكس ذلك
المحكم، لأنه (لا اختلاف فـيه ولا اضطراب، وما لا يحتمل الوجوه وعُرف بنفسه)[3]
وقد ذكرت
الآية الكريمة أن من أغراض وجود المتشابه في القرآن الكريم هو الفتنة والابتلاء
ليميز الراسخون في العلم من الذين في قلوبهم مرض، كما قال قال محمد