اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 215
أما بالنسبة
لعقدهم المرتبطة بالحجاب، فحدث عنها ولا حرج، فهم لا يكتفون بما ورد في القرآن الكريم من شروط
الحجاب البسيطة، والتي لا تضيق بها أي امرأة، فالله تعالى كما أمر بالستر ترك مساحة للعفو والحرية
التي لا تضيق بها المرأة الطبيعية، بل أضافوا إلى
ذلك الكثير من التشديدات المخالفة للقرآن الكريم والسنة المطهرة ليضيقوا بها على
كل امرأة اغترت بمنهجهم، وتتلمذت على مدرستهم.
فمن تلك
التشديدات اشتراطهم ـ لكمال الحجاب الشرعي ـ إرخاء المرأة له إلى الأرض حتى يجمع
جميع النجاسات، وينظف جميع الطرقات، ويشم جميع الروائح.. فقد
سئل الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان: (هل
إطالة المرأة لثوبها هل هو على سبيل الاستحباب أم الوجوب؟ وهل
وضع الشراب على القدمين يكفي مع قصر الثوب بحيث لا يظهر شيء من الساق؟ وكيف تطيل المرأة ثوبها ذراعًا أتحت الكعب أم تحت
الركبة؟)، فأجاب: (مطلوب
من المرأة المسلمة ستر جميع أجزاء جسمها عن الرجال، ولذلك
رخص لها في إرخاء ثوبها قدر ذراع من أجل ستر قدميها، بينما
نهي الرجال عن إسبال الثياب تحت الكعبين، مما يدل على أنه
مطلوب من المرأة ستر جسمها كاملاً، وإذا لبست الشراب
كان ذلك من باب زيادة الاحتياط في الستر، وهو أمر مستحسن، ويكون ذلك مع إرخاء الثوب)[1]
وسئل الشيخ
محمد بن صالح العثيمين: (هل يجوز تطويل ثوب المرأة من تحت القدم
بحوالي خمسة سم أفيدونا؟)، فأجاب: (نعم
يجوز للمرأة أن تنزل ثوبها إلى أسفل من الكعب، بل
إن هذا هو المشروع في حقها من أجل أن تستر بذلك قدميها، فإن
ستر قدمي المرأة أمرٌ مشروع بل واجبٌ عند أكثر أهل العلم فالذي ينبغي للمرأة أن
تستر