responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 21

 

ومن العجيب أن السلفية ـ مع تشددهم الكبير ـ في فروع الأحكام الفقهية، وخاصة ما يتعلق منها بالشعائر التعيدية من الطهارة والصلاة وغيرها، حيث أنهم يتشددون مع الرواة، ويقومون بالكثير من المقارنات والتحقيقات، ويؤلفون في ذلك الكتب والرسائل، إلا أنهم وفي حقائق القرآن تساهلوا تساهلا عظيما، فأخذوها من كل من هب ودب، حتى قال الإمام أحمد: (ثلاثة كتب ليس لها أصول المغازي والملاحم والتفسير)[1]، وقد علق عليه الزركشي بقوله: (قال المحققون من أصحابه: ومراده أن الغالب أنها ليس لها أسانيد صحاح متصلة) [2]

وهكذا نرى السيوطي ينقل عن الشافعي قوله: (لم يثبت عن ابن عباس في التفسير شبيهٌ بمئة حديث)[3]

وهكذا قال عبد الرحمن بن مهدي ، وهو من من أعلام السلفية الكبار: (إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال، تساهلنا في الأسانيد، وتسامحنا في الرجال، وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام، تشدَّدنا في الأسانيد، وانتقدنا الرجال)

بل هكذا نرى ابن تيمية نفسه يعتبر التحقيق في هذا نوعا من الفضول، وكأن الحقائق القرآنية لا أهمية لها حتى يتحدث فيها من شاء كما شاء، يقول في ذلك: (الاختلاف في التفسير على نوعين: منه ما مستنده النقل فقط، ومنه ما يعلم بغير ذلك، إذ العلم إما نقل مصدق، وإما استدلال محقق، والمنقول إما عن المعصوم، وإما عن غير المعصوم، والمقصود بأن جنس المنقول سواء كان عن المعصوم أو غير المعصوم، وهذا هو النوع الأول منه ما يمكن معرفة الصحيح منه والضعيف ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك


[1] البرهان في علوم القرآن (2/ 156)

[2] البرهان في علوم القرآن (2/ 156)

[3] الإتقان (2/188-189)

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست