responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 203

جائزة، بل واجبة، فهي من مقتضيات الولاء والبراء.

ولهذا لا نستغرب تلك الأحقاد التي تملأ قلوب السلفية على المجتمع.. لأنهم ينظرون إلى كل ضحكة أو مزاح أو أي شيء يصدر من غيرهم احتقار للسنة وسخرية من الدين.. لأن السلفي هو الدين، والسخرية منه سخرية من الدين.

ولم يكتف السلفية بكل هذا التضييق.. بل راحوا إلى كل لباس يلبسه سائر الناس يحرمونه ويتشددون في تحريمه، بحجة أنه لم يلبسه السلف، أو لأنه لباس الكفار.. مع العلم أن كل الألبسة العصرية هي ملابس كفار.. فلم يبق من المباح إلا لباس السلف.

فمن تلك الألبسة المحرمة البرنيطة، والتي اعتبرها الشيخ التويجري لبسها من التشبه (بأعداء الله لبس البرنيطة التي هي من لباس الإفرنج ومَن أشبههم من أمم الكفر والضلال، وتسمى أيضًا القبعة، وقد افتُتِن بلبسها كثير من المنتسبين إلى الإسلام في كثيرٍ من الأقطار الإسلامية، ولا سيما البلدان التي فشتْ فيها الحرية الإفرنجية وانطمست فيها أنوار الشريعة المحمدية.. ومن ذلك الاقتصار على لبس السترة والبنطلون، فالسترة قميصٌ صغيرٌ يبلغ أسفله إلى حدِّ السرَّة أو يزيد عن ذلك قليلاً، وهو من ملابس الإفرنج، والبنطلون اسمٌ للسراويل الإفرنجية، وقد عظمت البلوى بهذه المشابهة الذميمة في أكثر الأقطار الإسلامية.. ومَن جمع بين هذا اللباس وبين لبس البرنيطة فوق رأسه فلا فرق بينه وبين رجال الإفرنج في الشكل الظاهر، وإذا ضمَّ على ذلك حلق اللحية كان أتمَّ للمشابهة الظاهرة، ومَن تشبَّه بقوم فهو منهم) [1]

ثم راح التويجري ينتهج منهج سلفه في الرد على الشبهات المرتبطة بلبس البرنيطة، فقال: (فإن ادَّعى المتشبِّهون بأعداء الله تعالى أنهم إنما يلبسون البرنيطات


[1] الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين، ص74.

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست