وبذلك لم
يترك السلفية وتراثهم شيئا من شعائر الدين يربط المسلمين بعضهم ببعض إلا سعوا
لهدمه، ليحلوا بدله شعائرهم الممتلئة بالغرور
والكبرياء والعتو.
ثانيا ـ أحكام الجوانب الشخصية:
نقصد
بالجوانب الشخصية تلك الأمور التي ترتبط بالإنسان ورغباته وطموحاته المباحة، والتي أعطتها الشريعة السمحة الكثير من الحرية، حتى لا تضيق بالإنسان نفسه، ولا
يشعر بالحرج نتيجة التزامه بدينه.
ولهذا وصف
الله تعالى رسوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كما بشر به
الأنبياء السابقون، فقال: ﴿
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ
مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ
وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ
الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ [الأعراف: 156
- 157]
ومثله قوله
تعالى: ﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ
وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾، وقوله
تعالى: ﴿رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ
عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا﴾ [البقرة: 286] يدل على ما
كان في الديانات السابقة ـ خاصة اليهودية ـ من أنواع الأغلال التي كلفوا بها بسبب
عنتهم وجدلهم مع أنبيائهم، كما قال تعالى: ﴿فَبِظُلْمٍ
مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ
وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا﴾ [النساء: 160]، وقال في بيان
أنواع من المحرمات عليهم بسبب بغيهم: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا
حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ
شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا
اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾
[الأنعام: 146].
[1] دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر ص 43.
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 192