اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 188
وبناء على
هذه الأحاديث وغيرها جرت الأعراف بأن يجتمع المسلمون في مساجدهم أو زواياهم أو
بيوتهم يذكرون الله، ويصلون على رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، لينعموا بالروحانية الاجتماعية التي تزيد عقد الأخوة بينهم متانة، بل تحول علاقتهم إلى أخوة في الله، لا مجرد علاقات اجتماعية عادية.
لكن السلفية
لا يحبون أن يجتمع المسلمون على عبادة الله.. فلذلك
لم يكتفوا بقبول الخلاف في المسألة.. ولم يكتفوا
بتحريم اجتماعهم فقط.. بل راحوا يحكمون على ذلك بالبدعة.. وبكونها بدعة ضلالة.. وأن
الممارسين لتلك العبادات في النار..
وهم يروون في
ذلك عن سلفهم الفضل بن مهران قال:
سألت يحيى بن معين وأحمد بن حنبل
قلت: إن عندنا قوماً يجتمعون، فيدعون، ويقرأون القرآن، ويذكرون الله تعالى، فما
ترى فيهم؟ قال: فأما
يحيى بن معين فقال: يقرأ في مصحف، ويدعو
بعد الصلاة، ويذكر الله في نفسه، قلت:
فأخ لي يفعل ذلك. قال:
أنهه، قلت:
لا يقبل، قال:
عظه. قلت: لا يقبل. أهجره؟ قال:
نعم. ثم
أتيت أحمد فحكيت له نحو هذا الكلام فقال لي أحمد أيضاً: يقرأ
في المصحف ويذكر الله في نفسه ويطلب حديث رسول الله. قلت: فأنهاه؟ قال: نعم.
قلت: فإن
لم يقبل؟ قال: بلى
إن شاء الله، فإن هذا محدث، الاجتماع
والذي تصف)[1]
أما المحدثون
منهم، فقد كثرت فتاواهم في ذلك، قال الشيخ صالح الفوزان: (البدع
التي أحدثت في مجال العبادات في هذا الزمان كثيرة، لأن
الأصل في العبادات التوقيف، فلا يشرع شيء منها إلا بدليل. وما لم يدل عليه دليل فهو بدعة... ثم ذكر بعض البدع. وقال: ومنها الذكر الجماعي بعد الصلاة لأن المشروع أن كل
شخص يقول الذكر