اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 186
في أهل
مجالس الذكر على لسان رسوله،
وبموجب لما وراء ذلك، فأخذت تقابل الشيء بنقيضه، أو
ليس هذا منك تحريفا في شرع الله؟)[1]
ومنها قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال:
حلق الذكر)[2]
ومنها ما
رواه عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال: نزلت
على رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وهو في بضع أبياته:
﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ﴾ [الكهف: 28]، فخرج يلتمسهم فوجد قومه يذكرون الله تعالى منهم ثائر
الرأس، وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم
جلس معهم وقال: (الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن
أصبر نفسي معهم)[3]
وقد اعتبر
الشيخ ابن عليوة هذا الحديث كاف في إثبات سنية ما يفعله
الصوفية من الاجتماع على الذكر،
فقال في خطابه لعثمان بن
المكي السلفي: (ثمّ أقول: ولعلّك قد كنت في
غفلة عن هذا فقد يقول الحقّ لك:
﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ
غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [ق: 22]، فتأمّل ما جاءك عن الرسول إن كنت تزعم أنّك من أمتّه، فحديث واحد يكفيك العمل به في مشروعيّة مجالس الذكر، والذي يزيدك يقينا من أنّها كانت على عهد النبّي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم))[4]
ثم ذكر
الحديث، وعقب عليه بقوله: (أو
لا يكفيك هذا في مشروعيّة مجالس
[1] ابن عليوة، القول المعروف في الرد على من أنكر التصوف،
ص34.