اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 182
للإفطار، ولو على الملأ يتحدون بذلك مشاعر المسلمين الذين
يحترمون مواقيت الإفطار والسحور،
فلا يفطروا حتى يؤذن المؤذن.
وكيف لا
يفعلون ذلك وشيخهم الألباني هو قدوتهم في ذلك، فقد
قال في [السلسلة الصحيحة]: (وهذه من السنن المتروكة في بلاد الشام، ومنها عَمَّان، فإنَّ
داري في جبل هملان من جبالها،
أرى بعيني طلوع الشمس
وغروبها، وأسمعهم يؤذِّنون للمغرب بعد غروب الشمس
بنحو عشر دقائق، علماً بأنَّ الشمس تغرب عمن كان في وسط
عَمَّان ووديانها قبل أن تغرب عنا!!، وعلى العكس من
ذلك فإنهم يؤذِّنون لصلاة الفجر قبل دخول وقتها بنحو نصف ساعة!!، فإنا لله وإنا إليه راجعون)[1]
وهم ينقلون
قول ابن القيم في تعريف المبادرة ليفطروا على أساسها، يقول
ابن القيم: (والفرق بين المبادرة والعجلة: أنَّ المبادرة انتهاز الفرصة في وقتها ولا يتركها حتى
إذا فاتت طلبها، فهو لا يطلب الأمور في إدبارها ولا قبل
وقتها، بل إذا حضر وقتها بادر إليها ووثب عليها
وثوب الأسد على فريسته، فهو بمنزلة من يبادر إلى أخذ الثمرة وقت
كمال نضلها وإدراكها)[2]
وهكذا تراهم
يضعون أمامهم ماء أو طعاما، ثم يرقبوا الشمس، فإذا
ما غيبها أي حائل أسرعوا كالأسود إلى فرائسهم، وهم
يتصورون أنهم على شيء، وأنهم يحيون السنة التي ضيعها سائر
المسلمين المساكين الذين يتنظرون إذن المؤذن لهم بالإفطار.
يقول
الألباني: (.. في
الحديث اهتمامه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بالتعجيل بالإفطار بعد أن يتأكد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من
غروب الشمس، فيأمر من يعلو مكانا مرتفعا، فيخبره بغروب الشمس ليفطر (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
وما ذلك منه إلا تحقيقا منه
لقوله k: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)، وإن من