اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 18
بعض العلماء: كان عكرمة ربما سمع الحديث
من رجلين فيحدث به عن احدهما تارة وعن الآخر تارة أخرى فربما قالوا ما أكذبه فربما
قالوا ما أكذبه وه صادق، وقال أيوب قال عكرمة أرأيت هؤلاء الذين يكذبونني من خلفي
أفلا يكذبونني في وجهي، يعني انهم إذا واجهوه بذلك أمكنه الجواب عنه والمخرج منه، وأما
طعن مالك فيه فقد بين سببه أبو حاتم قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عكرمة فقال ثقة
قلت يحتج بحديثه قال نعم إذا روى عنه الثقات والذي أنكر عليه به مالك إنما هو بسبب
رأيه على انه لم يثبت عنه من وجه قاطع أنه كان يرى ذلك، وإنما كان يوافقهم في بعض
المسائل فنسبوه إليهم وقد برأه أحمد والعجلي من ذلك) [1]
وهكذا استطاع
العقل السلفي أن يحتال له كما احتال لغيره، لأنه إن لم يحتل له، ولم يدافع عنه،
فستضيع ثروة حديثية كثيرة، وتنقص معها صفحات كثيرة من تراث السلفية في التفسير
والعقائد والفقه وغيرها.
وقد ذكر
الطبري هذا المبرر عند دفاعه عنه، فقال: (لو كان كل من ادعي عليه مذهب من المذاهب
الرديئة ثبت عليه ما ادعي به وسقطت عدالته وبطلت شهادته بذلك للزم ترك أكثر محدثي
الأمصار لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه)[2]
وهكذا نجد
أمثال هذه المرافعات الطويلة عن كل المفسرين من التابعين، والذين اعتمد عليهم
التراث السلفي بالدرجة الأولى.. فلا نكاد نجد أحدا منهم إلا وتكلم فيه، ولا نجد
أحدا منهم إلا ودافع السلفية عنه دفاع المستميت مستعملين كل أدوات الحيلة التي
استفادوها نتيجة تواصلهم الدائم مع اليهود أو تلاميذهم.
وليس الأمر
قاصرا على الروايات الإسرائيلية، بل تعداه إلى أمور خطيرة كثيرة،