اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 164
يغلب عليها
الصراع.. الصراع مع كل شيء حتى مع النصوص المقدسة
نفسها.. والتي يقدمون عليها رجال سلفهم الذين
اتخذوهم أندادا من دون الله.
وسنحاول هنا
من خلال ذكر أهم الجوانب التي يتناولها الفقه أن نبين الأدلة التي تبرهن على ما
ذكرناه من خواص الفقه السلفي.
وقد اخترنا
لبيان ذلك أربعة جوانب كبرى:
التعبدية، والشخصية، والاجتماعية، والسياسية.
أولا ـ أحكام الجوانب التعبدية:
من المقاصد الكبرى
التي ذكرها القرآن الكريم للشعائر التعبدية أن تكون وسيلة لتطهير النفس من
الأنانية والكبر وجميع الأمراض،
ذلك أنه لا يمكن أن يسير
المؤمن إلى الله، أو أن تحل معرفة الله في قلبه، وهو يضم في صدره ثعابين الكبر وحيات الحقد وعقارب
الغرور.
ولهذا قال
الله تعالى في الصلاة: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا
تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت:
45]، وقال
في الزكاة: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ
صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ
سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 103]، وقال في الصيام: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة:
183]، وقال في الحج: ﴿
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ
وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ
يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ
يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].
وهكذا كانت
الشعائر التعبدية هي وسيلة لتحقيق غايتين كبيرتين:
الأولى: التحقق بمعرفة الله، عبر
التواصل المباشر معه، والذي وضعت له الشريعة الكثير من الشعائر
التعبدية إما مطلقة: كالذكر وقراءة القرآن، أو مقيدة كالصلاة.
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 164