اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 156
ولهذا نراهم
ابتداء من سلفهم الأول يقرنون اليهود بالشيعة بسبب إنكارهم للمسح على الخفين، حيث يروون عن الشعبي (توفي 104 هـ) قوله: (واليهود لا يرون المسح على الخفين، وكذلك الرافضة)[1]، ولست أدري هل عند اليهود المسح على الرأس وسائر أركان
الوضوء.. أم لا؟
ولم يكتف
السلفية بهذا، بل راحوا إلى فروع كثيرة وقع فيها الخلاف، وللمخالفين فيها من الأدلة ما لا يقل عن الأدلة التي
يستند إليها السلفية، ومع ذلك نراهم يتشددون عليهم، ويعتبرون المسائل الفرعية مسائل عقدية يبدع المخالف
لها.
ومن تلك
المسائل (ترك الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية)، حيث
اعتبروها من عقائد أهل السنة خلافا للشيعة، ولمن
تبعهم في ذلك من أهل السنة، وقد حصلت بسبب ذلك الفتن الكثيرة في
التاريخ الإسلامية.
يقول سفيان الثوري في اعتقاده: (وإخفاء البسملة أفضل من الجهر)[2]، ويقول ابن بطة: (من
السنة ألا تجهر ببسم الله الرحمن الرحيم) [3].
بل إن من سلف
السلفية من اتهم الشافعي بالرفض بسبب قوله بالجهر بالبسملة، واعتبر ذلك من تأثير رحلته للعراق، ولهذا اعتبر السلفية من السنة ترك السنة إذا صارت
شعارا للمبتدعة وخاصة الرافضة منهم، يقول ابن تيمية: (إنه إذا كان في فعل مستحب مفسدة راجحة لم يصر
مستحباً، ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعاراً
لهم، فإنه لم يترك واجباً بذلك، لكن قال في إظهار ذلك
مشابهة لهم، فلا يتميَّز السني من الرافضي، ومصلحة التمييز عنهم لأجل هجرانهم