اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 150
على علي فقد
أزرى بالمهاجرين والأنصار قال:
وهكذا قال أحمد والدارقطني
وغيرهما)[1]
ويفسر ابن
تيمية سر ذلك التقديم بأنه: (لو لم يكن عثمان أحق بالتقديم وقد قدموه
كانوا إما جاهلين بفضله، وإما ظالمين بتقديم المفضول من غير ترجيح
ديني، ومن نسبهم إلى الجهل والظلم فقد أزرى بهم)[2]
بل إن السلف
الأول كانوا متوقفين في الأفضل بعد عثمان، فقد
روى اللالكائي في عقيدته عن الإمام أحمد قوله: (وخير
الأمة بعد نبيها (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أبو بكر الصديق، ثم
عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان. نقدم
هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
لم يختلفوا في ذلك، ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة: علي بن أبي طالب، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن
عوف، وسعد كلهم يصلح للخلافة وكلهم إمام، ونذهب إلى حديث ابن عمر (كنا نعد ورسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) حي وأصحابه متوافرون أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان)[3]
لكن السلفية
ومراعاة للأحاديث الكثيرة في مناقب الإمام علي وفضله، والتي لم يظفر سائر الصحابة
بعشر عشيرها اضطروا لأن يجعلوه الرابع مع إتاحة المجال لمن يجعله الخامس أو السادس، فقد روى الخلال عن الإمام أحمد قوله: (من قال: أبو بكر وعمر
وعثمان فقد أصاب. وهو الذي العمل عليه، ومن قال: أبو بكر وعمر
وعثمان وعلي رضي الله عنهم فصحيح أيضا جيد لا بأس به وبالله التوفيق)[4]