بل إنهم
ولمبالغتهم في شأن معاوية حرموا الكثير من علماء المسلمين من الانتماء للفرقة الناجية بسبب نقدهم
لمعاوية ولاستبداده وطغيانه.
ومن أمثلة
ذلك تلك الانتقادات الشديدة لسيد قطب بسبب نقد علمي بسيط ذكره في كتابه (كتب
وشخصيات) عن معاوية بن أبي سفيان،
وعمرو بن العاص، قال فيه: (إن معاوية
وزميله عمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة
والنفاق والرشوة وشراء الذمم لايملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل، فلا عجب ينجحان ويفشل. وإنه
لفشل أشرف من كل نجاح)[2]
وهو كلام
طبيعي يبين فيه سيد قطب فضل السابق على الطليق، وأن
أخلاق تلاميذ رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لا يمكن أن يعادلها
أحد غيرهم.. لكن السلفية لم يعجبهم هذا، لأن النصب الذي ورثوه من أسلافهم جعلهم يفضلون من حيث
لا يشعرون معاوية على علي، لأن معاوية هو الذي آوى سلفهم أبا هريرة وكعب
الأحبار وغيرهما، بينما كان علي بن أبي طالب هو عدو سلفهم
من اليهود وتلاميذ اليهود.
والعجب أن
الذين ينكرون هذا في حق معاوية مع ما فعله من جرائم في حق هذه الأمة هم أنفسهم
الذين يجيزون الكبائر على الأنبياء، ويرون أن نقدهم
فيها سنة، والدفاع عنهم والقول بعصمتهم المطلقة بدعة.
يقول الشيخ
عبد العزيز بن باز تعليقا على النص الذي أوردناه لسيد قطب: (هذا