اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 139
ويخرج منه
ألم الضرب، كما قد جرب الناس من ذلك ما لا يحصى، ونحن قد فعلنا من ذلك ما يطول وصفه)[1]
وقال: (فإنه يصرع الرجل؛ فيتكلم
بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به
جمل لأثَّر به أثراً عظيماً،
والمصروع مع هذا لا يحس
بالضرب، ولا بالكلام الذي يقوله)[2]
بل إن ابن
تيمية نفسه استعمل هذه الوسيلة في عقاب الجن، فقد
حكى ابن مفلح – وهو تلميذ لابن تيمية– فقال: (كان شيخنا – يعني شيخ الإسلام ابن تيمية – إذا أتي بالمصروع وعظ من صرعه وأمره ونهاه، فإذا انتهى وفارق المصروع أخذ عليه العهد أن لا يعود، وإن لم يأتمر ولم ينته ولم يفارق؛ ضربه حتى يفارقه)[3]
ولم يكن هذا
خاصا بابن تيمية، فقد قال القاضي أبو الحسن بن أبي يعلى بن الفراء
الحنبلي: سمعت أحمد بن عبيد الله قال: سمعت أبا الحسن علي بن علي بن أحمد بن علي العكبري
قدم علينا من عكبرا في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة قال: حدثني أبي عن جدي قال: كنت
في مسجد أبي عبدالله أحمد ابن حنبل، فأنفذ إليه
المتوكل صاحبا له يعلمه أن له جارية بها صرع وسأله أن يدعو الله لها بالعافية، فأخرج له أحمد نعلي خشب بشراك من خوص للوضوء فدفعه
إلى صاحب له وقال له: امض إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس
هذه الجارية وتقول له - يعني للجني - قال لك أحمد: أيما
أحب إليك تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذه النعل سبعين، فمضى
إليه وقال له مثل ما قال الإمام أحمد، فقال له المارد
على لسان الجارية: السمع والطاعة لو أمرنا أحمد أن