اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 138
بمساعدتهم
حسيا بحسب قدرتهم، كما يعين الإنس بعضهم بعضا، وكثيرا ما يعدم التعاون بين الإنس مع اتحاد جنسهم، فعدمه حال اختلاف الجنس أقرب وأحرى، لكن أن تحصل السيطرة والتسخير من الإنسي للجني فهذا
أمر ليس ممكنا للاختلاف في الخلقة، من حيث أن الإنسي
لا يرى الجن، ومن ثم لا يستطيع السيطرة والتحكم، وهذا الأمر ليس من متطلبات النفوس، فلا أحد تميل نفسه إلى أن يسخر ويكون عبدا إلا بالقوة
والقهر، وعليه.. فلن
يرضى هذا الأمر أحد رغبة له.
ويحصل من الشياطين نتيجة
سيطرة بعضهم على بعض فيكون المسخر للإنسي من الجن مستذلا من قبل أمثاله من ذوي
السيطرة من الشياطين، وذلك مقابل تحقيق الإنسي لذلك المسيطر من
الشياطين ما يريد منه، من الكفر والفسوق والعصيان، والخروج على تعليمات الدين، فيكون
المستعبد في الحقيقة الإنسي للشيطان)[1]
بل إن
السلفية وابن تيمية لا يكتفون بكل ذلك، بل يضمون إليه
إمكانية ضرب الجن، وإلحاق مختلف العقوبات بهم، يقول ابن تيمية: (ولهذا
قد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجن عنه إلى الضرب، فيضرب
ضربا كثيرا جدا، والضرب إنما يقع على الجني، ولا يحس به المصروع حتى يفيق المصروع، ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك، ولا يؤثر في بدنه، ويكون
قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل، بحيث لو كان على الإنسي لقتله، وإنما هو على الجني والجني يصيح ويصرخ، ويحدث الحاضرين بأمور متعددة كما قد فعلنا نحن هذا
وجربنا مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين)[2]
وقال: (وإذا ضرب بدن الإنسي؛ فإن
الجني يتألم بالضرب ويصيح ويصرخ